ما أشبه الليلة بالبارحة
في الموسم الماضي كانت مباراة الاتحاد والهلال محددة لبطل الدوري، فكانت الإثارة والترقب حتى الثانية الأخيرة من عمر المباراة، وكان مانشستر يونايتد وتشلسي يلعبان في ملعبين مختلفين آخر مباراة في الدوري لتحديد البطل، وقبل ذلك بعام كانت قمة الإثارة في الدوري الإسباني، حيث كان ريال مدريد وبرشلونة يتناوبان صدارة الدوري مع كل هدف يسجل في مباراتين تلعبان في نفس الوقت، ولم يحسم الدوري إلا في الوقت بدل الضائع، فاز الهلال ومانشستر يونايتد وريال مدريد بالبطولة المثيرة.
"ما أشبه الليلة بالبارحة"، أو بعبارة أدق .. ما أشبه مساء الغد بالبارحة، حيث "الكلاسيكو" السعودي يحدد مصير لقب النسخة الأولى من دوري المحترفين السعودي، والفريقان قادران على حسم اللقاء فهما الأفضل والأكثر استقراراً في الأداء، وإن كان الاتحاد يتفوق بالاستقرار الفني حيث لم يتغير المدرب.
كعضو اتحاد، يهمني أن تنتهي المباراة دون توتر يعكر صفو اللقاء، فالعالم يشاهد المباراة ويحكم على الرياضة والشباب السعودي من خلالها، ولعل ثقتي اليوم أكبر من السابق في ظل الوعي والهدوء الذي يميز إدارتي الناديين، وأملي كبير أن يدخل نجوم الفريقين للملعب يحملان لوحة مشتركة تحمل عبارة تشجع على سمو الأخلاق والارتقاء بالرياضة، وأن يتوجه نجوم الهلال لجماهير الاتحاد بباقات الورود والشالات الاتحادية، بينما يركض نمور العميد لجماهير الزعيم بالورود والشالات الهلالية.
كما أتمنى من روابط الجماهير أن تحسن اختيار الأهازيج التي تساعد على تصفية الأجواء والارتقاء بالسلوك الجماهيري في ختام الدوري، وحين يصدر تصرف فردي من أحد الخارجين عن أخلاق الرياضة داخل الملعب أو في المدرجات، فإن المطلب الملح ألا يستجيب أحد في الملعب مع تلك الشرارة التي يمكن أن تعكر صفو النهائي، فسمعة الكرة السعودية على المحك.
حين ينتهي اللقاء – على خير بإذن الله – أتمنى من نجوم الفريقين وإدارة الناديين تبادل التهاني والمواساة أمام الجماهير، فالكرة غالب ومغلوب، ولن تكون هذه المباراة هي الحاسمة الأخيرة بين الفريقين الكبيرين، فيندر أن يمر موسم في السنوات العشر الأخيرة دون مباراة كلاسيكو تحسم أحد الألقاب الهامة، ومعطيات المرحلة المقبلة تشير إلى استمرار التنافس الشريف بين العملاقين، فخسارة أحدهما اليوم يجب أن تحفز الآخر لرد الاعتبار في الملعب في اللقاء الحاسم المقبل.
إنها دعوة للجميع لتشريف الكرة السعودية في ختام أول نسخة من دوري المحترفين السعودي، مع وعد من "هيئة دوري المحترفين السعودي" بأن تكون النسخة المقبلة أكثر احترافية بإذن الله، وللحديث عن ذلك مقالات مقبلة، أما مقال اليوم فهو عن لقاء الغد، وأملنا جميعاً بأن يكون الختام مسكاً .. وعلى منصات التتويج نلتقي.