النهائي الراقي
بداية لا بد أن أبارك لجميع الرياضين بإقامة النهائي الأول على كأس ولي العهد الأمين بعد عودته – حفظه الله – من رحلة غياب طالت عن الوطن الذي يبادله الحب، وأخص بالتهنئة كل من ينتسب للهلال والأهلي، حيث سيتشرفون باللعب في النهائي على الكأس الغالي الذي يحمل اسم الأمير الغالي.
بعد غد موعدنا مع المتعة والإثارة في لقاء الزعيم مع الراقي، ولعلي أسميه النهائي الراقي حيث يتميز الفريقان بالرقي داخل الملعب وخارجه، وربما تتفق معي – عزيزي القارئ – أن إدارة الفريقين يندر أن تخرج عن النص في تصريحاتها الإعلامية، كما أن نجوم الفريقين يلعبون للمتعة بعيداً عن العنف.
حضرت وشاهدت الكثير من مباريات الهلال والأهلي، وكان القاسم المشترك بينها المتعة والإبداع على أرض الملعب، حيث المهارات الرائعة لنجوم يقدمون أفضل ما لديهم في تلك المباريات يساعدهم في ذلك اللعب المفتوح الذي ينتهجه الفريقان، وتحتفظ الذاكرة بأهداف جميلة للفريقين ومهارات أمتعت الجماهير لأمين دابو وأحمد الصغير وخالد قهوجي وطارق ذياب في الأهلي، ويوسف الثنيان ومحمد التمياط وفهد الغشيان وسامي الجابر في الهلال، ولذلك ننتظر الإمتاع الأهلاوي من الجيزاوي ومعاذ وفهمي، والهلالي من الشلهوب والفريدي وياسر، وتلك كانت أسماء على سبيل المثال لا الحصر.
يعجبني في الأهلي والهلال التعامل الراقي مع الإعلام قبل وبعد المباراة، فيقيني أن مجتمعنا الرياضي لن يقرأ أو يشاهد خلال اليومين القادمين إلا ما يوحي باحترام الفريقين لبعضهما البعض ويقرب بين المعسكرين ولا يفرق بينهما، وهذا مطلب ملح ينادي به كل من يحب هذا الوطن ورياضته وشبابه، فالرياضة جسر تواصل بين الشعوب، فما بالك بدورها في التقريب بين أبناء الوطن الواحد.
بعد غد سيكون للعالم موعد مع الكرة السعودية، ففي عصر الفضائيات أصبح الملعب مسرحا عالميا يضعنا تحت مجهر الآخر، ولذلك يجب أن نتعامل مع المباراة مستشعرين أن الجميع يتابعنا وينتظر منا أن نعكس صورة حقيقية عن الوطن الذي ننتمي إليه. ولعلي لا أبالغ حين أقول: جمهور المباراة سيكون بعشرات الملايين، فهناك من يتابع بحكم تشجيع الفريقين، وهناك من يدرس استعداداً للقائهما في دوري أبطال آسيا، وهي فرصة للتحذير من المبالغة في الفرح بالكأس الغالية حيث تبدأ بعدها بأيام الجولة الأولى في البطولة المؤدية إلى كأس العالم للأندية والتي نتمناها سعودية الملامح.
أكرر التهنئة للجميع بالعرس الكروي الذي ينتظرنا بعد غد، وأتمنى أن تكون واحدة من أجمل مباريات الموسم إبداعاً وسلوكاً، ولنبارك جميعاً للفائز، فإن كان الهلال فذلك تأكيد لتفوقه هذا الموسم، وإن دانت للأهلي فهي أولى ثمار العمل المنظم والتخطيط بعيد المدى، لتكون منصة السؤال: من يستحق الكأس الغالية ولماذا؟..وعلى منصات التتويج نلتقي.