2011-01-08 | 18:00 مقالات

احترافية المعمر

مشاركة الخبر      

تعجبني الطريقة التي يسير عليها القدرة الإدارية خالد المعمر والذي أمسك مؤخراً بمنصب نائب رئيس نادي الشباب، فهو ربما الشخصية الوحيدة في وسطنا الرياضي المصنفة ضمن قافلة محترفي العمل الإداري الرياضي على مستوى العالم، إذ لا يرهن نفسه على ميول معين أو ناد محدد لكي يعمل ويقدم نشاطاً رياضياً في الموقع الذي يتواجد فيه، وهذا ما يؤكد احترافيته ويجعله الشخصية المواكبة لموجة الخصخصة التي ننتظر دخولها في أنديتنا بصورة مكتملة، فمن المعروف أن الخصخصة ستحول الأندية إلى شركات تتنافس على تملك أكبر أسهم وتسعى للارتقاء بالأندية التي تعود ملكيتها إليها، وبالتالي سيقود ذلك إلى البحث دائماً عن القيادات الإدارية المحترفة لتعمل على قيادة هذه الكيانات التجارية من خلال الجانب الإداري الذي يتطلب قدرة معينة تتواجد فيمن هم أمثال خالد المعمر، فاليوم بات على من يعمل في الأندية أن يكون محترفاً كما المدرب واللاعب في الجانب الفني، حتى يصبح لدينا كوادر إدارية بعيدة عن موجة التعصب القاتلة والمضرة بوسطنا الرياضي، فليس وارد أن تستقيم رياضة مخصخصة ما لم تتوفر العقلية الإدارية الفاعلة والتي بالإمكان أن تعمل في أي ناد دون الارتهان للميول، وتسجيل ولاء مطلق تجاه هذا النادي وهو أمر غير مقبول، وبتنا نعاني منه.. فإذا توفرت لدينا كوادر رياضية مميزة يفترض فيها أن تعمل لرفعة الرياضة بشكل عام، ولكي يستفاد منها على مستوى المنتخب السعودي، ولكن إذا ظل الجميع يربط عمله على جهة معينة لا يمكن أن نتطور ولن نجد مسؤولين رياضيين على قدر عال من المهنية والتميز الإداري، ولذلك بات مطلوباً أن نحدث أكثر من «خالد المعمر» نستفيد من عملهم في الرياضة وبتكاتفهم تتوفر بيئة مميزة للعمل الإداري الرياضي المحترف.
أكثر ما يميز المعمر من وجهة نظر شخصية التزامه باحترافية العمل الرياضي، فعندما خرج من نادي سدوس لم أقرأ له بكثرة تصريحات حول النادي، ثم أتبع تلك المرحلة بالالتحاق بالعمل في نادي الهلال، وما أن ترك النادي حتى توقف عن الحديث للصحافة وذلك ينبع أيضاً من احترافيته وأنه ترك المجال لنفسه مفتوحاً للعمل في أي ناد آخر، وها هو يتبوأ منصب نائب رئيس نادي الشباب، ولو أننا قرأنا له تصريحاً قبل أسبوعين يتحدث فيه بتعصب للهلال أو سدوس لما فكرت الإدارة الشبابية في جلب شخصية تمسك بمهام ثاني رجل في النادي وهو يميل بتعصب لناد آخر، لذلك أتمنى ممن يعملون بأنديتنا الاقتداء بالمعمر في عمله الإداري حتى تتوفر لهم الفرصة في أندية أخرى ويكون العمل الإداري هو النشاط الذي يوفر لهم المستقبل المميز.