2011-03-12 | 18:00 مقالات

إهدار دم الهلال

مشاركة الخبر      

هكذا يكون الهلال طرفاً دائماً في نهائيات الكؤوس بل وبطلاً لها ليس ضيفاً عادياً يأتي ويذهب دون معرفة الآخرين به، وكان غيابه مرات عائد لكونه محارباً وجب عليه الاستراحة ولو للحظات حتى يستمر بتلك القوة والشجاعة يذود عن مجده ويعزز من حضوره.
عاد الهلاليون مجدداً للتعامل باحترافية ومهنية مع موقعهم المتمثل في زعامتهم لآسيا، فلم يجعلوا الفريق أسير الخسارة الأولى في مشواره الأول بالدوري الآسيوي، بل انصرفوا لإدارة مبارياتهم المهمة والحاسمة في الدوري السعودي المتمسكين بصدارته وصولاً للفوز بلقبه، وكذا في كأس ولي العهد والذي تمكن الفريق عن جدارة واستحقاق ببلوغ مباراته النهائية بعد أن أقصى غريمه التقليدي النصر، بتلك الصورة يجب أن يبقى الهلال لا أن يقزم نفسه ويختزلها في البطولة الآسيوية، لدرجة أن يهدر دم الفريق لأنه خسر مباراة بالإمكان تعويضها في أي مواجهة مقبلة وحتى في موسم آخر، فعلى عشاق "نادي الزعامة" إدراك أن الهلال مشارك في الدوري الآسيوي حتى تلغى هذه البطولة لأنه سيظل في صدارة الدوري السعودي لمواسم عديدة إلا إذا رغب الاستراحة كمحارب، وهذه حقيقة دامغة لا يمكن لأحد أن ينكرها ومن يرى غير ذلك فليتبصر في التاريخ ويقلب صفحاته.
الهلال دائماً ما يخلص إلى نتائج جديدة قياساً بالعمل الذي يجري فيه والمبالغ التي تصرف عليه، فربما هو والشباب الأكثر تميزاً في إحداث توازن بين الجهد المبذول ونتيجته، وعلى إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد ألا تكترث في حال لم تأت البطولة الآسيوية، ولا تعود لذات الأسطوانة في الموسم الماضي بملاحقة الآسيوية حتى أدى ذلك لفقدان ثلاث بطولات، ما يعني أن الإدارة لم تحقق الحد الأدنى من النتيجة المفترضة مقارنة بما تم من عمل في النادي، أما في الموسم الجاري فحتى اللحظة لا تزال الإدارة تسير بوتيرة هادئة وستحقق ما ينشده أنصار هذا الفريق، فإذا تحقق الدوري وكأس ولي العهد فذلك يعني أن الإدارة نجحت في مهمتها هذا الموسم بنسبة 90% وإذا أضافت كأس الأندية الأبطال تكون أتمت النسبة كاملة، أما إذا زادت على ذلك بالتتويج بكأس البطولة الآسيوية فإنها تكون قد جاءت بعمل استثنائي تستحق عليه كل أنواع الشكر والتقدير والاحتفاء.