2011-01-12 | 18:00 مقالات

مرضنا المزمن

مشاركة الخبر      

في كل مرة نشاهد مباراة لأحد منتخبات شرق آسيا يصيبنا الذهول. فتلك المنتخبات استطاعت تطوير قدراتها بشكل يدعو للغيرة. ما يميز تلك المنتخبات ـ خصوصا كوريا الجنوبية واليابان ـ هي أنها تلعب بشكل منظم. فطريقة اللعب واضحة وأدوار اللاعبين مكملة لبعض. فغياب لاعب أو أكثر لا يؤثر على نسق الفريق ولا تنظيمه. من تابع الجولة الأولى من بطولة كأس آسيا يصل لحقيقة واضحة تقول إن التنظيم تغلب على العشوائية. فالفرق المنظمة مثل أوزبكستان والصين وكوريا الجنوبية تفوقت وطارت بنقاط المباريات الأولى، بينما وقفت الفرق العشوائية مندهشة أمام خسائرها لا تدري أين الخلل.
ذكرت عدة مرات أن المنتخبات الخليجية تلعب دون تنظيم وأنها في كل مرة تواجه منتخباً منظماًَ تجد صعوبة في الفوز عليه. فاللاعب الخليجي ما يزال لا يملك منهجية واضحة في اللعب, فعندما يواجه صعوبة في اختراق الفريق المنافس يعود من جديد لعشوائيته ويبدأ في تجريب أساليب فردية وكأنه يلعب مباراة تنس وليس كرة قدم.
رغم أن منتخب السعودية والمنتخب الكويتي ـ على سبيل المثال ـ يمتلكان عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين إلا أن تلقي الفريقين للهزيمة الأولى في البطولة من فريقين يقلان عنهما فنياً أوقع الجماهير في حيرة كبيرة. لا تحتاروا ولا تستغربوا .. فالفرق العشوائية قادرة على الفوز عندما لا نتوقع فوزها, وتفاجئنا بالخسارة عندما نتوقع فوزاً عريضاً. تذبذب مستويات الفرق بين مباراة وأخرى, وكذلك تذبذب مستويات اللاعب بشكل واضح ليس فقط بين مباراة ومباراة بل من شوط لشوط هو ما يغلف أداء المنتخبات الخليجية.
نحن نحتاج خلال المرحلة المقبلة لتسخير كل إمكانياتنا لترسيخ ثقافة التنظيم ومحاربة ثقافة العشوائية.أولى خطوات التحول من العشوائية للانضباط والتنظيم هي التركيز على مدربين أوروبيين لهم أسماء كبيرة في عالم التدريب خصوصاً من يمتلكون شخصية قوية. نحن في المنتخب السعودي وفي الأندية السعودية نحتاج لمدربين من نوعية مدرب الهلال السابق أيريك جيرتس الذي فرض على اللاعبين تمارين صباحية وعلم اللاعبين كيف يتحركون طوال المباراة بكرة وبدون. تصوروا لو دعم المنتخب السعودي ما يملكه من مهارات وإبداع وقدرات فردية بالتنظيم والجماعية في الأداء, فمن يستطيع الوقوف في وجهه؟.