برنامج صافرة والدقة
لا أعتقد أن هناك مشكلة تؤرق الكرة السعودية مثل مشكلة التحكيم.. فالتحكيم مشكلة أزلية رافقت الكرة السعودية منذ ولادتها وبقيت صداعاً مزمناً في رأسها. ولكن هذا الموسم -وللأمانة- شهد التحكم تطوراً كبيراً بسبب الجهود المميزة للجنة الحكام التي يرأسها الحكم الدولي السابق عمر المهنا. ولكن هذا التطور لم يواكبه تطوراً حقيقياً في برنامج صافرة الذي يعرض على القناة الرياضية السعودية.
فإذا كان الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية فإن برنامج صافرة يملك ساعات وربّما أيام لتقييم أداء الحكام. ولكن هذا على ما يبدو ليس حال ضيف البرنامج الدائم الحكم السابق علي المطلق. فخلال متابعتي للبرنامج يوم الأحد الماضي ذهلت من الأخطاء التي وقع فيها المطلق، والذي يحاول جاهداً الظهور بكل احترافية ودقة متناهية، لدرجة أنه يعطي درجات بالمسطرة مثل (8,2 و7,2). رغم أنني لم أشاهد برنامجاً تحكيمياً آخر يعطي مثل تلك الدرجات، بل إن أغلب المحللين يكتفون بإعطاء درجة كاملة مثل (7 و8) أو يزيدون عليها نصف نقطة لتصبح (7,5 و8,5).
الغريب إن حكم مباراة هجر والأهلي عبدالرحمن الأحمري حصل على درجة (8,2) رغم أنه تجاهل احتساب هدف صحيح باعتراف المطلق نفسه.. فمن البديهي أن تتأثر درجة الحكم عندما يتخذ قراراً يؤثر على نتيجة المباراة، وهو ما ذكره الخبير التحكيمي عبدالرحمن الزيد أكثر من مرة، والذي أكد أن الحكم الذي يغفل ضربة جزاء صحيحة أو هدفاً صحيحاً لا يحصل على أكثر من (7,5) حتى لو لم يكن لديه أيّ أخطاء أخرى.
الأغرب من ذلك أن الزميل المميز سليمان الهويمل عندما سأل المطلق عن أبرز حكام الجولة التاسعة، ذكر أن خليل جلال هو الأبرز على الإطلاق، رغم أنه حصل على (8) فقط، بينما حصل حكام آخرون على درجات أعلى وكأن التقييم الذي وضعه المطلق بنفسه ليس دقيقاً أصلاً.
من الواضح أن الأستاذ علي المطلق لا يستخدم آلة حاسبة في تقييم الحكام ولا حتى ورقة وقلماً، بل إنه يقيّم الحكام بشكل عشوائي لا يعكس الدقة المجهرية للأرقام التي يعلنها.