الأهلي وظروف الهلال
تأتي مباراة الهلال والأهلي يوم غد في ظروف استثنائية يمر بها الفريقان. فالهلال في وضع لا يحسد عليه فنياً. فمدرب الفريق منذ بداية الموسم لم يقدم ما يشفع له بتدريب فريق بحجم الهلال. والأسوأ من ذلك أن اللاعبين الأجانب لن يكون لهم حضور في المباراة ماعدا اللاعب الكوري الذي لا أعتقد أن وجوده يفرق كثيرا مع الفريق. كما أن الوقت قد لا يسعف ويلي ـ إذا ما شارك ـ على تقديم شيء يذكر, رغم إيماني بأنه لاعب مؤثر وذكي ولكني لا أعتقد أنه قادر على إضافة الكثير بهذه السرعة خصوصا أن الفريق تغير كثيرا منذ رحيله عنه قبل ستة أشهر ولم يبق من الفريق سوى اجتهادات بسيطة من بعض اللاعبين الصاعدين الذين لا يعرف حتى أسماءهم. ما يزيد عناء اللاعبين ويضع عليهم ضغوطاً أكبر هو أن الفريق يحتاج للفوز ولا شيء غيره ليعود من جديد لصدارة الدوري أو على الأقل يوقف صدارة الأهلي. ولكن ظروف الهلال تأتي في وقت غير مناسب فالفريق الأهلاوي في أفضل حالاته. فالأهلي لا ينتصر فقط بل إنه ينتصر بفن واستحقاق ومتعة.
تباين ظروف الفريقين لا يعني أن المباراة محسومة للأهلي بل على العكس أتوقع أن يحقق الفريق الهلالي نتيجة إيجابية في هذه المباراة. لأن الفريق الهلالي من الفرق التي تنتفض في الأزمات وتتفوق على ظروفها. والتاريخ يشهد بأن الهلال في مباريات كثيرة انتصر على الأهلي رغم أنه لم يكن مرشحاً لذلك قبل المباراة.
في المقابل الأهلي يدخل المباراة وهو متصدر للدوري ويطمع في الفوز بالبطولة. أهمية المباراة قد تلقي بظلالها على الأهلي وتجعله يظهر بشكل مغاير لما كان عليه في المباريات السابقة. فالصدارة مخيفة لذلك لا يستطيع المحافظة عليها إلا من تعود عليها. وهذا ليس حال الأهلي الذي غاب طويلاً عن المنافسة على بطولة الدوري لذلك سيدخل المباراة وأمامه اختبار حقيقي لصدارته وقدرته على المحافظة على الصدارة. المباراة ستكون محكاً حقيقياً لشخصية الفريق وثقة اللاعبين في أنفسهم. فالصدارة ليست مجرد جمع نقاط أكثر من الآخرين, الصدارة تحتاج لشخصية بطل تمكنه من المحافظة عليها.
نتيجة المباراة ستكون حاسمة إذا ما انتصر أحد الفريقين ولكن الأمور ستبقي على ما هي عليه إذا ما انتهت المباراة بالتعادل وهي النتيجة الأقرب من وجهة نظري.