مفهوم طمام المرحوم

حالنا مع منتخبنا كحال الذي لديه مريض فقد الامل بشفائه لكن الطبيب فاجأهم بتماثله للشفاء وتحسن حالته وجاءت اللحظة التي يحتفلون بخروجه من المستشفى لكنهم صدموا بخبر وفاته التي كانت بسبب خطأ الطبيب فكانت ردة فعلهم النفسية قوية خاصة ان الامل بالحياة كان كبيرا واستفزهم وقهرهم ان الوفاة تسبب بها الطبيب المعالج ولو مات في الوقت الذي فقد الامل من شفائه لتقبل اهله الخبر دون ان يحدث صدمة والأسوأ انه قبل ان يفارق الحياة كان نشيطا متفاعلا مبتسما ضاحكا قبل ان يتأخرالطبيب بمصل العقارالذي يحتاجه وتقديم جرعات لايحتاجها الجسم ..والمنتخب السعودي الذي لم ينل ثقة الناس أعطى املا في تجاوز كل العقبات في آخرمباراة وعندها سنبدأ التخطيط لما بعد التأهل وجاء تقدمه مرتين كانطباع انه قادرعلى الفوزولم يكن المنتخب الأسترالي بمستوى يمكن ان نتوقع منه شيئا بل كان اداؤه عاديا واتسمت تحركاته بالبطء لكن الطريقة التي لعب بها ريكارد في الشوط الثاني لم تكن تتناسب مع مدرب عالمي بل لا يمكن ان يطبقها فريق في الدرجة الأولى او الثانية فكيف بمنتخب يسعى للتأهل الى كأس العالم ان يفتح الملعب ويترك تباعدا في خطوط الفريق ولا يقوم بتنشيط الوسط الذي وضح الإرهاق على افراده الشلهوب والفريدي تيسيرمما سبب حرجا لكريري الذي قاتل وحيدا وعندما كانت النتيجة تقدم منتخبنا بهدفين كان عليه اغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على المرتدات وتغيير الفريدي والشلهوب مع وجود هزازي وناصر لكن ريكارد فاجأ الجميع بتغيير غريب جدا بإخراجه للشمراني واشراك ياسر ولا ادري ماهي جدوى هذا التغيير فاخراج مهاجم مكان آخرلا قيمة له الا في حالة الاصابة أو كان اللاعب سيئا لكن الشمراني سجل هدفا وكان خطرا ومسببا قلقا لمدافعي استراليا وكاد يضيف الهدف الثالث وجاءت الصدمة بتوالي الأهداف بشكل سريع على مرمى منتخبنا بعد هذه التخبيطات للمدرب وهو ماكنا حذرنا منه في الأسبوع الماضي وهو الشيء الذي استفز الشارع الرياضي فلم يكن هناك تقبل للخسارة ابدا وكانت ردود الفعل غاضبة نتيجة هذا التفريط الغريب من المدرب واللاعبين وكان هناك خلط كبير في النقد عند الكثيرين بين أداءالاخضرالسعودي كمنتخب لكرة القدم يلعب خلال تسعين دقيقة وبين منظومة العمل بشكل عام للاتحاد السعودي فقد حاول الجميع ان يحصر الأسباب وذكرت كل المسببات كالاندية والاحتراف والجدولة والتنظيم والمسابقات وغيره من الأسباب لكن في نظري ان البيئة التي يخرج منها اللاعب من اهم الركائز التي تقدم المواهب فالمنتخب الأندونيسي كمثال استعد بشكل قوي في البداية لكنه لم يتمكن من المقاومة للقدرات البيئيةالتي اكتسبها اللاعب والأسلوب الذي يعيشه في حياته ونحن لن نتطور إذا لم تتغير حياتنا التي نمارس بها السهروسوء التغذية واضطراب النوم فالدول التي تطورت في كرة القدم لم تتمكن من تطوير اللاعبين فقط بل ساهمت في بناء المجتمع قبل كل شيء وعندما تأسس اصبح بالإمكان تكوين لاعبين بشكل جيد ساهم في بناء اندية قوية ومن ثم منتخب قوي.. وقد تكون الخسارة فيها خيرة لنا لعل وعسى ان نتخلص من بعض الاسماء التي رسخت مفهوم (طمام المرحوم) واوقفت نمو التطور لرياضتنا منتظرين التشكيل الجديد الذي كشف الكثير من الافكار الغريبة والشخصيات التي لايهمها الكرة السعودية وسمعتها بقدر ما رضوا لأنفسهم ليكونوا أبواقا لنفخ من يريدون والتقليل من منافسيهم من خلال طرح متدن يتسم بالتعصب والتهور دون مراعاة للحقيقة والمصداقية الأهم شد لي واقطع لك تماما كما حدث في الانتخابات السابقة التي حصلت فيها اتفاقيات بين الأعضاء لتبادل المصالح