روعة الرائد
المستوى الكبير الذي قدمه نجوم الرائد وأعلنوا فيه التحدي والإصرار والعزيمة لمواصلة الانطلاق نحو مناطق الدفء كان أشبه بالمطر الذي غسل بحضوره الأتربة والغبار وحول الأجواء العاصفة إلى ربيع من الجمال، لترتفع الروح وتحلى النفوس وتتجمل الكلمات وتقترب القلوب فيتعانق المحبون وهم يحتفلون ويباركون بعد أن كان الحزن واليأس سيد الموقف، والتوتر هو العنوان السائد الذي كان يغطي المكان. ولعل التشاؤم دب في نفوس الرائديين وفقد الكثيرون الأمل ببقاء الفريق، وواجهت شخصيا سيلا من روح اليأس بين أنصار الأحمر في كل مكان للتواصل، وكنت أحاول في كل مرة أن أرفع الستارعن هاجس القلق، وأن تدب الروح من جديد في الجسد الرائدي. واستخدمت أمثلة كثيرة عبر التاريخ لقدرة الرائد الخروج من أزماته والابتعاد عن أماكن الخوف إلى الأمان، وهنا الرائد يكررنفس الأحداث ويعيد صياغة الفرح إلى نفوس جماهيره الكبيرة التي كانت نجما لايشق له غبار بفضل قدراتها الكبيرة في انتقاد وضع الفريق في حال الإخفاق وتعديل مساره، وعندما يحتاج الفريق إلى تشجيعهم وهتافهم تجدهم في أول الصفوف يغنون ويهتفون. وماحضورهم إلى الخبروالوقوف مع الفريق إلا دلالة أكيدة على الحب والعشق الذي يحملونه لكيانهم الكبير الذي لم يخيب الظن بل واصل عطاءه وإبداعه وتألق في رفع معنويات لاعبيه الذين لعبوا لقاءً ناريا كانت العواصف والأتربة والغبارعائقا للتألق خاصة والفريق خارج أرضه، وقد تأخرت الرحلة عن الحضور فزادت المعاناة، لكن الفريق خلفه رجال استطاعوا تذليل الصعاب وتهيئة الأجواء المناسبة ليهرب الفريق بأغلى ثلاث نقاط ويضعها في رصيده ليفكر جديا بالدخول لدوري الأبطال وهذا كان حلم رئيسه المكافح فهد المطوع الذي خرج من بين أنقاض وركام الإخفاقات والهزائم ليقول للناس لن يهبط الرائد وسيلحق بالأبطال، فبث هذا التصريح الحماس والحيوية في الجسد الرائدي المريض ليتعالج ويشفى من مرضه ويقوى في مواجهة الصعاب، ورب ضارة نافعة، فالتجربة المرة التي عاشها الفريق كشفت الكثير من الأخطاء والعراقيل والسدود التي واجهت الإدارة ورئيسها المطوع الذي عرف الآن أن مجاملة الأعداء والخوف منهم لن يفيده بل يخدع نفسه وسيجدهم يبحثون عن أي فرصة لإسقاطه والنيل منه، وفي المقابل عليه الاحتفاظ بمحبيه واحترامهم والتعامل معهم بصدق وشفافية ووفاء وتقويتهم بدلا من إضعافهم لأن هؤولا هم الذين سيقفون معه وقت الشدائد وحينما يتجه التيار لجرفه يقفون ويسندون، فالذين يحبون المطوع لايريدون منه مكافأة مالية بقدرالتقديرفقط بما يحقق المصلحة المشتركة التي تعودعلى النادي بالنفع، والتقدير لايأتي عن طريق وجبة عشاء أو استقبال في منزل بل هو أسمى من ذلك، ولعل التجربة الماضية تفيد الرجل في إعادة ترتيب الأوراق وقلب الطاولة ووضع النقط على الحروف حتى يعلموا أن اللبيب بالإشارة يفهم، وشخصيا متأكد أن المطوع لو حضر الآن فستعمل له الجماهير الرائدية زفة من الفرح والحب، لتعطيه رسالة أن الحب لايعني السكوت عن الخطأ وهو الشيء الذي سيزيل عنه آلام وأوجاع البداية المتعثرة، وقد يتحداني أحدهم عن ثقتي بسلوكيات الجماهير الرائدية فأقول له إن معرفتي بهذه الجماهير لها أكثر من خمسة وعشرين سنة.. ألا أفهم مايمكن أن يعملوه؟