الدولارات لمن يمتدح البلطان أم لمن يهاجم؟
أكثر ما يقلقني في وسطنا الاجتماعي والرياضي أن أسهم الانتقادات غالبا ما تنطلق ليس للإصلاح ولكن من منطلق الغيرة ولا أكثر لهذا تجد أن البعض يتحرج من ممارسة السلوكيات الصحيحة لأنه سيقابل استهتارا وتهكما من الآخرين فتبدأ القيم والأخلاقيات تتلاشى واحترام النظام والقانون أصبح عيبا والطيبة والتسامح أصبحت لغة السذج فقط أما الأذكياء فهم المتآمرون والقادرون على طعن خصومهم وعمل المكايد من خلف الكواليس وهم أصحاب القلوب السوداء التي لاترحم أحدا ويا ويلك يالي تعادينا يا ويلك ويل أما الناس المتصفون بالطيبة والالتزام بالقيم والأخلاق فصاروا يبحثون عن الطريقة لتلوين قلوبهم بالسواد حتى يصيروا في نظر الناس الأذكياء الأقوياء وهنا تلاشت الكثير من علوم الرجاجيل التي صارت لا تؤكل عيشا في زمن الفهلوة وأكل الكتوف وعندما تطبق أساسيات النقد في وسطنا الرياضي تجد أن الذين ينتقدون بسهام جارحة ويحاربون هم من الناجحين أما الفاشلون والنرجسيون الذين لم يضيفوا شيئا للوسط الرياضي سوى الأنانية والبحث عن المصالح الشخصية والذين يتكاثرون في الأندية وينعمون من خيراتها ويشتهرون بسببها ويحاربون أبنائها حتى يستمروا في النهب والنصب والغريب أن هؤلاء لا يتعرضون للنقد بل ينعمون بمجاملات ومديح وهم لم يفعلوا شيئا تذكرت هذا الكلام وأنا أتابع ما يتعرض له رئيس الشباب خالد البلطان من حملات مسعورة، ومن يكون هذا البلطان يا ترى؟ إنه قائد ورئيس لأفضل فريق سعودي خطف الأنظار وحقق بطولة الدوري ولقب الهداف وحارسه كان الأبرز ومدربه الأفضل، لماذا يهاجمون البلطان هل لأنه قاد ناديه باقتدار إلى منصات التتويج وقدم عملا احترافيا متميزا تمكن من خلاله بفرض اسم ناديه ورفع شعبيته وجماهيريته، والغريب أن رئيس النادي البطل هو من يهاجم ويسب ويشتم والأندية التي هبطت أو نافست على الهبوط لم تتلق هذه الانتقادات، بل إن البلطان الذي واجه كل هذه الشتائم يطالب منتقدوه ويحذرون من الدفاع عنه والإشادة به وإلا ستوجه لهم تهم القبض المادي مقابل أن يدافعوا عنه غريب ولماذا لا توجه نفس التهمة لمن يسب ويشتم بالبلطان إنه يقبض مقابل الإساءة لأحد الرموز الرياضية وقد نعطي هؤلاء العذر لو كانت هذه المدائح لرئيس القادسية مثلا الذي يقود ناديه كل سنة للهبوط حتى هبط بعد أن باع نجومه ولم يستفد من المقابل، أو لرئيس التعاون الذي تخبط وكاد ناديه أن يهبط لقلنا إن الذين يمتدحون الفاشلين لهم مآرب شخصية لكن أن تشيد برئيس قدم عملا نموذجيا وختمها ببطولة دون خسارة وتتهم بأنك تقبض مقابل الدفع فهذه نكتة ليس لها مازية ولا فكاهة، اطمئن يا رئيس الشباب فأنت ستنصف من المنصفين والعقلاء ومن الجماهير الرياضية بجميع ميولها بعد أن حفرت اسمك في قلوب الشبابيين ولكن احذر أن تعطي الفرصة للمتربصين أن يجدوا الفرصة في النيل منك، أما الشتائم التي تطلق دون وجه حق فتطير في الهواء والناس لها عقول تميز. لقد كان ختاما رائعا لم يتحدد البطل إلا في اللقاء الأخير وهذا ما جعل للبطولة طعمها وكذلك جاءت نهاية الهبوط مثيرة بعد أن أحدث النصر مفاجأة كبيرة بالفوز على القادسية وخطف ثلاث نقاط لاتقدم ولا تؤخر حرمت القادسية من البقاء وقدمته هدية للسكري الذي احتفلت جماهيره الكبيرة ببقاء لم يكن بالحسبان وهي فرصة التعاون لإعادة ترتيب الأوراق وإعادة التوازن ليعود التعاون بثوب جديد الموسم المقبل ليستمر ركض المنافسة مع رائد التحدي الذي بدأ ضعيفا وتسببت البداية بالكثير من القلق لجماهيره العريضة والكثير من المشاكل وكانت هذه خيرة لرئيسه الذي كشف الكثير من الأقنعة التي كانت تنافقه بالنهار وتخطط وتسعى لإسقاطه في الليل وهناك من يمارس التطبيل والتخدير والتصفيق في كل وقت وهؤلاء يضرون المطوع والنادي ولكن بحسن نية لأنهم يريدون الوقوف مع رئيسهم لكنهم لايجيدون الطريقة المناسبة وقد ظهر بعضهم في الفترة الشتوية ينصح المطوع بعدم التغيير في الأجانب ويظن أنه يخدمه لكنه في الحقيقة يضره فلو سمع أبو بندر كلامهم لبقي الفريق في المؤخرة وهبط لكنه بأسلوب القائد استطاع أن يعالج الأخطاء ويعيد للفريق توازنه وثقة الرائديين الذين رفعوه على الرؤوس، وكنت قبلها قد توقعت ذلك أن الجماهير الرائدية الغاضبة والناقمة على رئيسها ستعود لترفعه على الرأس لأنها جماهير عاشقة تعرف متى تعاتب وتنتقد لكن حينما تحلى النتائج ستعطي رئيسها حقه المعنوي والأهم أن يجتاز الفريق الاتفاق غدا ويتأهل للأبطال ليكون الرئيس قد وفى بوعده للجماهير الرائدية.