السقوط
كاد حكم مباراة الشباب والأهلي والقادم من إيطاليا وله سحنة بيضاء وعيون زرقاء أن يقود ختام دوري زين إلى نهاية ظالمة غير عادلة بالهدف الظالم الذي احتسبه للنادي الأهلي في وقت حساس ومهم من عمر المباراة، لكن طرد الراهب بعد خطئه الكبير أسهم في نهاية معقولة بفوز الشباب ببطولة دوري زين، حيث كان الأهلي قريباً جداً من تحقيق الفوز نظراً لخروج الشمراني وتفاريس والضغط الواضح للأهلي وارتفاع معنويات لاعبيه بعد هدف التعادل غير العادل، وفي ظني لو كان المجال متاح لمنحت الدوري مناصفة بين الفريقين عطفاً على نتائجهما وما قدماه من عطاء وجهد أعطى الدوري تميزاً وتنافساً حتى آخر رمق. والحقيقة البطولة ذهبت للبطل المستحق لها، وهو الشباب البطل ومن حق محبي الشباب الفرح والبهجة بهذه البطولة الهامة، ولكن استوقفتني تصريحات رئيس الشباب الأستاذ خالد البلطان، وبالذات باستخدام مفردة السقوط ووصف من صرح بشأن جمهور الشباب بأنه ساقط. وهنا أتحفظ على هذا المصطلح وهذه الكلمة الشائنة التي لا تليق بأجواء الرياضة ولا بخالد البلطان كأحد رجال الأعمال الناجحين الذين نربأ بهم مثل هذه الكلمات غير اللائقة.. وكنت أتمنى من الأستاذ البلطان بما أن فريقه قد فاز بالبطولة أن يطبق مبدأ التواضع عند الفوز والابتسامة عند الهزيمة وألا ينزل بمستواه إلى مستوى لا يليق به، وعليه أن يطبق قول الله (الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) وأن يكون قدوة للناشئة ويدرك أن الإنسان بأخلاقه وقيمه وكلماته وليس بثرائه وهجومه على الناس، وإذا كانت الحياة قد أعطت للبلطان دروساً في أن الناس لا تحترم إلا القوي وأن عليه أن يكون سليطاً أكثر من مناوئيه، فعليه أن يدرك أنه لا يبقى عند الله إلا حسن الخلق، ورسولنا صلى الله عليه وسلم جاء متمماً لمكارم الأخلاق وقال لا تغضب لا تغضب لا تغضب، وكم أناس بلغوا من الثراء ما بلغوا ولكنهم لم يتركوا ذكراً طيباً أو أثراً حسناً. وها نحن أمام حالات إنسانية عظيمة بقي أثرها وذكرها والدعاء لها لكرمها ونبلها وابتسامتها وحسن أخلاقها وعطائها ومساعدتها للناس وفك كربهم ومساعدة المرضى في علاجهم والفقراء والمعوزين والمساكين وتشجيع النابهين والموهوبين، وليس عنا الأمير الجليل النبيل سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- ببعيد.. ثم أنت ابن عائلة طيبة ووالدك رجل فاضل وأنت مشهود لك بالعمل الخيري والإنساني والمطلوب منك أكثر، ونتوقع منك أن تكون أكثر ضبطاً لأعصابك وأن تترفع من الألفاظ غير المناسبة، وأذكرك بمثال لزميل يسلم على الناس ولا يردون عليه ومع ذلك مستمر في سلوكه هذا فقلت بعضهم لا يرد قال إن لم أعد أسلم علموني قلة الأدب وتوقفت عن إفشاء السلام وعليّ الاستمرار في السلام حتى يتأثر هؤلاء البعض، ولهذا هدوؤك مطلوب ونجاحك في هذا الفوز أو غيره وكونك على رئاسة نادٍ كبير يكون الخطأ منك كبيراً وأنت عندنا ذو شأن كبير، ونكنّ لك كل الاحترام والتقدير.