الجولف
للناس فيما يعشقون مذاهب، وهناك لعبة رياضية ثقيلة الدم ومكلفة في تجهيزاتها واحتياجاتها وأجهزتها وأدواتها هي لعبة الجولف وتابعتها عبر التلفاز وحاولت معرفة قوانينها ووجدت أن كرة صغيرة يتم ضربها ودحرجتها بطريقة مملة وكئيبة.وبطبيعة الحال ليست الجولف وحدها المملة فهناك كرة القدم الأمريكية التي تعتمد على ضخام الأجسام وتعتمد على الصدم والدفع ولبس الملابس الغريبة وقناع الوجه ولا أنسى بداية دراستي في أمريكا في منتصف الثمانينيات الميلادية حيث سكنت في شقة بجانب الملعب الضخم في ولاية جورجيا لجامعة جورجيا أثنس والذي يتسع لمائة ألف متفرج فكانت تجربة صعبة جدا حيث يصعب تحركي أيام المباريات وكان الفريق الجورجي من أقوى الفرق الأمريكية في هذا اللعبة وله شعار الكلب البشع الوجه (البولدوج). وهذا زاد من كراهيتي لهذه اللعبة التي تعتمد على الأجسام المنفوخة ويتم استقطاب كبار الأجسام من المرحلة الثانوية ويمنحون مميزات كثيرة رغم أنهم في الغالب ضعيفين في المستوى الدراسي. وهناك أيضا لعبة البيسبول والكركيت وكلاهما أكثر مللا من الأخرى. وفي الأولمبياد هناك ألعاب لا داعي لها لأنها تعتد على أجسام معينة مثل كرة اليد ذات الخشونة الزائدة وكرة السلة التي تعتمد على الطول الزائد وغيرها من الألعاب التي تحتاج لتجهيزات وأجسام معينة. أما الألعاب التي ينبغي الاهتمام بها في المدارس ونشرها بين الناشئة فهي السباحة والرماية وألعاب القوى والغطس والتنس الأرضي وألعاب القوة المختلفة والجمباز فهي مهمة في الميداليات الأولمبية ولا تشترط أجساما معينة وإنما التمرين والمهارات والجدية. وتبقى كرة القدم الأجمل والأكثر شعبية فلا الطول ولا الجسم أساسيا لكي تكون لاعبا متميزا وإنما المهارة والعقل واللياقة وحسن التصرف واللعب الجماعي ولدينا أبرز اللاعبين مثل بيليه ومارادونا وميسي وغيرهم هم ذوي أجسام اعتيادية. وفي المملكة فهد المصيبيح ومحمد الشلهوب وأحمد الفريدي وغيرهم .أما سبب من أوحى لي بكتابة هذا المقال فهو شخص قفز لمقدمة الصفوف في عالم المال والاقتصاد وهو لا يملك من التعليم والتأهيل شيئا ولكنه بأساليب مختلفة وصل إلى ما وصل إليه وكان يفترض أن نلتقي فقال إنه سيذهب يلعب الجولف، فضحكت وقلت من متى يافلان تلعب الجولف (وش ذا الطويرات بداركم) وهو مثل شعبي يقال لمن يتجاهل ماضيه حيث قال أنا فقط أحب لعبة الجولف لعبتنا نحن الأثرياء. قلت ومن متى يافلان تلعب الجولف وهي لعبة لا علاقة لها بمجتمعنا المحلي؟ قال هي مظهر من المظاهر ووجدت في محيط الأغنياء يلعبونها فأصبحت مثلهم .ضحكت على سذاجته وضحالة تفكيره أن يحاول محاكاة غيره ليدخل عالم البرستيج، وقلت هناك رياضات أفضل لصحتك وتستطيع نشرها في مجتمعك مثل السباحة والرماية وغيرها أما التهجين الذي تمارسه فهو يتناسب مع تبعيتك للمظاهر والشكليات.