2013-10-06 | 08:36 مقالات

صالح الخصيفان

مشاركة الخبر      

للكثيرين قصص مع آخرين في هذه الحياة .وكلما تقدم الإنسان في السن تتعدد خبراته وتجاربه ومواقف الرجال معه .والشباب عادة أقل معرفة للرجال من واقع العمر وقلة التجربة وسرعة تسلسل أحداث الحياة .لكن التقدم في السن يجبر الإنسان على التوقف عند رجال عبروا في حياته لم يكن لهم بصمة في حياته هو وإنما في حياة الوطن كله .وأحد أعظم رجال هذا الوطن كان معالي الوزير والأستاذ والمثقف والفريق أول والمستشار صالح الخصيفان .فقد كان رغم حساسية موقعه رجلا أمينا نقيا وطنيا مخلصا لم يكن فيه خبث أو سوء طوية أو لؤم لكنه مواطن ربما هو الآن بعيد عن الضوء ويعاني من مشاكل صحية لكن من عرفه ويقرأ مقالي الآن سيتفق معي في كل ماقلت إلا أصحاب النوايا الخبيثة الذين لا يحبون الوطن ولا المخلصين من رجاله .ومعالي الأستاذ صالح تولى مسؤلية قطاع مهم في الدولة وهو قطاع المباحث وواكب فترة مهمة في تاريخ الوطن حيث بداية موجة الإرهاب وطغيان الإسلام السياسي وتحديات كثيرة لكن الرجل بحكمته وحنكته ووطنيته وإخلاصه وتدينه أدار هذه المرحلة بكل إخلاص وتفان مع تطوير العمل وتغيير الطرق التقليدية في آليات العمل باعتماده على الأسلوب الإنساني والتعامل الراقي ومدرسة الأخلاق .وليس بغريب عليه ذلك فهو من مدرسة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وبالتالي فهو يسير بتوجيهاته وأسلوبه في العمل الإداري الأمني .وكان الأستاذ الوالد صالح بسيطا متواضعا مبتسما هاشا باشا لا يلقاك إلا وتجد منه تلك الإنسانية الصادقة والروح الجميله والاستقبال الحسن . وكان معروفا لدى الجميع تسهل مقابلته رغم حساسية موقعه وفي مسجد الحي تجده حاضرا بين الجيران وباستطاعتك مقابلته والتحدث إليه وعرض موضوعك إن أردت .وبعد انتقالي وشرف العمل في وزارة الداخلية كتبت له ولجميع المسؤولين مؤملا بالنصح والمشورة والتوجيه فكان شفاه الله مبادرا نبيلا متواضعا صادقا بالنصح والتوجيه والدعم والمساندة .ولا أتذكر أنني كتبت إليه أو اتصلت به إلا وتجد الإجابة والرد بخطاب إنساني جميل وبعبارة المكرم الابن سعود .ويعلم الله أنني لم أتعاون مع هذا الجهاز في حياتي مع تشرفي بذلك لو حصل ولكن طريقة معاليه وأسلوبه في التعامل كانت مدرسة حقيقية ليس معي ولكن مع كل من تعامل معهم معاليه .ويعرف عنه تلمسه الإيجابية والتماس العذر عند الخطأ وتخفيف التوترات وتلمس المحاسن والصلح والتوسط في الخير والحكمة والهدوء عند التعامل مع الأزمات والطيبة والنقاء والتسامح وعدم الحقد والإيذاء رغم مقدرته على ذلك من واقع مسؤولياته .وأتذكر موقفا له معي رغم عدم معرفتي به عندما كتبت مقالا في زاوية يومية عندما كنت في وزارة التربية أثار غضب أحد المسؤولين لكن حكمته وعدله وإنصافه كان سببا في حل الإشكال وتوضيح الصورة .وتعاملت مع نائبه الرجل الأنسان الفريق أول محمود بخش خلال ترؤسي للجنة المناصحة فكان نعم الرجل ونعم المواصل لمنهج الأستاذ صالح وهو مايسير عليه هذا الجهاز بقياداته الحالية وهو مايسجل نجاحاته الوطنية المشرفة رغم حساسية أعماله .والحديث يطول عن الأستاذ صالح ولكن المساحة قصيرة وواجب التعريف للشباب والناشئة بأحد قامات الوطن المشرفة والمخلصة شفاه الله وعافاه والذي تولى المسؤلية لمدة سبعة عشر عاما مديرا عاما للمباحث ثم وزيرا ومستشارا بالديون الملكي.