2013-12-15 | 07:31 مقالات

الملك سعود

مشاركة الخبر      

من أجمل أفضال والدي علي (رحمه الله) وهي كثيرة تسميتي باسم سعود وهو اسم يحمل معنى السعد والسعادة والتفاؤل وهو جمع سعد بمعنى الحظوظ السعيدة، وهو اسم علم مذكر عربي يعني اليمن والبركة والغبطة. وقد أكرمني والدي بهذا الاسم لأنه يحمل أسرة ملكية عريقة وحدت هذا الكيان وأقامت العدل وحافظت على العقيدة واعتنت بالإسلام والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما أنه يحمل اسم ملك من خيرة ملوكها طيبة ونبلا وتواضعا وكرما وتطويرا للأنظمة والإدارة والتعليم وهو الملك سعود (رحمه الله) ولي عهد المؤسس الذي رباه فأحسن تربيته .ولهذا يذكر والدي الاسم ويعقبه بلقب سعود أبو خيرين وهذا ما عرف به الملك سعود .وتشرفت بإهداء جميل وسفر علمي كبير من الأمير الدكتور سلمان بن سعود بن عبدالعزيز بعنوان تاريخ الملك سعود الوثيقة والحقيقة مكون من ثلاثة أجزاء كبرى يقترب الجزء الأول من تسعمائة صفحة والثاني والثالث إلى قرابة السبعمائة صفحة لكل واحد منهما تقريبا .وتعدادي لهذه الصفحات لتوضيح حجم الجهد الكبير الذي بذله الأمير الدكتور سلمان في تأليف هذا الكتاب .ويستعرض الجزء الأول تاريخ الملك سعود وسيرته وفترة حكمه منذ أن شارك والده المؤسس (رحمه الله) وهو شاب في توحيد المملكة وبنائها إلى أن عهد إليه بولاية العهد ليقوم بإصلاحات عرفت آنذاك بإصلاحات ولي العهد .ثم يرصد الجزء الأول الأحداث التي شهدها عهده في الداخل والخارج ويسجل مواقفه تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية.أما الجزء الثاني من الكتاب فيتناول الإصلاحات الإدارية التي شهدتها هذه الفترة من تاريخ المملكة المعاصر حيث تم بناء الإدارة المركزية الحديثة وتنظيم العمل الحكومي وتطور القطاعات الاقتصادية كالبترول والمعادن والصناعة والكهرباء والتجارة والمواصلات والاتصالات. ويستعرض الجزء الثالث الحركة التعليمية والثقافية كتعليم البنين والبنات والتعليم الجامعي والبعثات الخارجية والتعليم الخاص والتطوير في مجال الإعلام والصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون وكذلك التطور في الخدمات الصحية العلاجية والوقائية وتهيئة سبل الصحة والعلاج لمئات الآلاف من الوافدين إلى المملكة لأداء فريضة الحج .كما يتناول الجزء الأخير التطور الاجتماعي مثل توطين البادية ومشاريع الرعاية الاجتماعية والتطور العمراني والقضائي.وفعلا نحن أمام جهد كبير أتمنى أن يكون في المكتبات المدرسية والجامعية والعلمية .وساعدت الخلفية الأكاديمية للأمير الدكتور سلمان لأن يصدر الكتاب بهذه الشمولية حيث يحمل البكالوريس في تخصص التاريخ من جامعة الملك سعود ثم الماجستير من جامعة جنوب كالفورنيا في الإدارة العامة والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .ويتمتع بشخصية متواضعة بشوشة وأريحية إنسانية وعلم غزير تجلى في تميز مشاركاته وأطروحاته عندما تشرفت بالتعرف عليه في إحدى مجموعات الواتس أب التي يديرها المستشار الأستاذ ناصر آل فرحان .وعموما هذا الكتاب بر ووفاء لملك نبيل يستحق كل الوفاء والتوثيق والحب.