2013-12-22 | 08:52 مقالات

الرشيد واللغة العربية

مشاركة الخبر      

في ليلة من ليالي الوفاء والنبل وسجايا الأخلاق الجميلة كرم وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة الدكتور محمد الرشيد رحمه الله في يوم تزامن مع الاحتفال العالمي للغة العربية في أمسية حضرها المئات في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض تكريما للغة العربية ولأحد من عمل واجتهد للمحافظة عليها. وكان الحفل رائعا في إنسانيته والمشاعر العاطيفة التي حفل بها حيث اشتمل على كلمات وندوة وقصيدة وفيلم عن الفقيد كان في غاية التأثير، إذ وصفت الدكتورة عزيزة المانع وكانت ضمن الحضور النسائي أن دموع الحاضرات من بنات وأقارب الفقيد ومن المثقفات والتربويات اللاتي تأثرن بأطروحاته وفكره وعطائه كانت شاهدة على إنسانية الاحتفال وجماليته الشفافة. وألقى الدكتور عبدالعزيز خوجة كلمة متميزة أثنى فيها على الفقيد وعدد مآثره والمناصب التي تقلدها وجهوده في خدمة اللغة العربية.وقال بأننا نلتقي الليلة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر وهو الموعد الذي أقرته اليونسكو للاحتفاء بلغتنا العربية. وأوضح معالية أنه كانت للدكتور الرشيد جهود موفقة في الاهتمام باللغة العربية والدفاع عنها ومناصرة قضاياها وهو اهتمام واحد ضمن اهتمامات كثيرة كان رحمه الله يعمل عليها ويحرص على النهوض بها سواء في مجال التربية والتعليم أم في مجال الإدارة والتطوير أم في مجال الفكر والتعامل الإنساني وفي غيرها من المجالات التي خدم فيها وطنه وأمته وخلد ذكراه ناصعة أمام الأجيال .وقال إننا نتذكر الدكتور محمد الرشيد هذه الليلة فنتذكر الخصال الحميدة والسجايا الرفيعة التي كان يتسم بها في تعامله الإنساني ونتذكر الحكمة والبصيرة في وعيه بقضايا أمته وشعوره بالمسؤوليات الجسام الملقاة عليها للتطور ومواكبة الحضارة، كما نتذكر الإخلاص والتفاني والدقة في أعماله ومنجزاته العديدة التي قام بها.وعدد وزير الثقافة والإعلام المهام التي تقلدها الفقيد ومنها اختياره عضوا لمجلس الشورى عام 1414 للهجرة، ووزيرا للمعارف (التربية والتعليم حاليا) في عام 1416.وبعدها عمل في مجالات خيرية وإنسانية واستشارية عكف على إبرازعصارة تجربته وخبراته من خلال المؤلفات والمقالات التي كان يتحفنا بها ومنها تركيزه على تعليم اللغة العربية وحرصه على إبراز ماتتسم به هذه اللغة من جمال في الصورة وسلاسة في التعبير ودقة في الوصف مما يجعلها لغة حية ومتفاعلة مع أفكار الإنسان وعواطفه .وبعد هذه الكلمة الرائعة للوزير الوفي الإنسان ألقى الدكتور أحمد بن عثمان التويجري قصيدة متميزة مؤثرة رثاء بالفقيد تجلت فيها ملكات الشاعر في الإلقاء والأسلوب والعاطفة الصادقة الجياشة التي تأثر معها الحضور الذين عرفوا الفقيد عن قرب وعن سماته الشخصية النبيلة.ثم أدار حمد القاضي ندوة تحدث فيها الدكتور محمد لطفي الصباغ الذي روى تجارب ومواقف مع الفقيد وحرصه على اللغة العربية، كما تحدث الدكتور ناصر الرشيد الذي زامل الفقيد في العمل ضمن هيئة التدريس في مكة المكرمة، ثم تحدث الدكتور محمد الصائغ عن تجربته مع الفقيد في جامعة الملك سعود ووزارة التربية.ثم قدم درعا تذكاريا لابن الفقيد أحمد بن محمد الرشيد. وحقا كان حفلا رائعا يشكرعليه الوزير الدكتور خوجة ووكيله للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، وأرى أن الاحتفال باللغة العربية يجب أن ينطلق أيضا من المدرسة والجامعة حيث الضعف الواضح في اللغة العربية من قراءة وكتابة وتحدثا وأسلوبا وتعبيرا، حيث كشفت اختبارات قياس الواقع المؤلم للغة العربية فلابد من تطوير المناهج والاهتمام بالمعلم وتدريبه والحزم معه لأن مخرجات التعليم في اللغة العربية توضح أنه لاجهد ولا تطوير ولاعمل جاد للاهتمام بلغتنا العربية الجميلة . ولا يزال أسلوب تدريسها منفرا وطاردا للطلبة في حبها والإقبال عليها.