2014-01-02 | 08:31 مقالات

شخصيات في الذاكرة والوجدان

مشاركة الخبر      

احتفلت كلية المعلمين في الرياض بعميدها التربوي القدير الدكتور علي العفنان في حفل جميل تجسدت فيه معاني الوفاء والتقدير لشخصية تربوية عملت لسنوات من أجل العلم والتربية قبل أن يترجل ويعود أستاذا مشاركا بعد إعادة هيكلة الكلية وضمها لجامعة الملك سعود. وتضمن الحفل كلمات ومواقف أبرز فيها زملاء الدكتور علي وطلابه روحه الجميلة وإنسانيته الراقية ومكتبه المفتوح وتنقله في أورقة الكلية شاحذا الهمم وداعما للعملية التربوية لما فيه صالح معلمي الأجيال والتربية بشكل عام. وعرفت الدكتور علي من خلال عملنا سوياً في لجنة المناصحة، ورأيت فيه الحماس والإخلاص والوطنية والجدية والتعامل الراقي ولهذا حصد هذا الحب والتقدير في الحفل الكبير الذي أقيم في الكلية وحضره مسؤولو الجامعة ومنسوبو الكلية وطلابها. وفي هذه المناسبة عادت بي الذاكرة لشخصيات تربوية عملت لسنوات في خدمة الوطن وقدمت عصارة جهدها وعرفت بالولاء والإخلاص والوطنية والتعامل المهذب والإدارة بالإنسانية. وأذكر منهم الدكتور عبدالرحمن السبيت وكيل الحرس الوطني السابق وكان قبلها وكيلا لكلية التربية ووكيلا للشئون الثقافية في الحرس الوطني وله جهود كبيرة لسنوات طويلة في أعمال المهرجان الوطني للتراث والثقافة وكلية الملك خالد العسكرية ولا يزال يمثل مكانة كبيرة في أذهان طلابه ومرؤسيه ومن تعاملوا معه. وهناك شخصية قديرة هو الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة السابق وعميد كلية الطب واستشاري القلب في جامعة الملك سعود حيث عرف بالأسلوب الراقي في التعامل والجدية والعمل المثابر لخدمة العلم والوطن والمجتمع. وتبقى أسماء كثيرة جدا كان لها صولات وجولات وخدمات راقية للمجتمع وبعضها الآن يعمل في مجالات ربما بعيدة عن مجالها أو في نفس المجال ولكن دون الاستفادة الحقيقية منها. وهنا أقترح على الأمير الوزير خالد الفيصل أن يرصد هذه القدوات وهم بالآلاف والمغيبون عن ناشئتنا وشبابنا لكي يقدموا كقدوات لطلبة الثانوية العامة يتجولون في مختلف مناطق المملكة ويتم رصدهم وتعدادهم من قبل إدارات التعليم للتحدث للطلاب عن تجاربهم وسيرة حياتهم ليعرف الشباب نماذج مضيئة من هذه الأرض المباركة. وأذكر عندما انتهيت من كتاب الدكتور عبدالرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء عن تجربته الحياتية وطفولته الصعبة في عسير وجازان ثم ابتعاثه ومحطات حياته وما حملته من معاناة وعصامية وتحدٍ ودموع له ولمن يقرأها حتى وصل إلى هذا الموقع الهام حيث مجلس الوزراء وعمله المهم. وبعدها تشرفت بالإحتفاء به في منزلي وتحدث للحضور عن تجربته الجميلة قلت له لماذا لا تنقل تجربتك للطلاب وللجامعات فقال أتمنى ذلك ولكن لم تتم دعوتي لأي مدرسة أو كلية قلت كيف ذلك وأنت في هذا الموقع القريب من ولاة الأمر (حفظهم الله) قال كما ترى. وعموما لدينا كنوز من التجارب والخبرات عندما نقدمهم للطلاب فإننا نغنيهم عن الآلاف من الكتب ونعطيهم التجارب على أطباق من ذهب للنجاح والطموح والمستقبل المشرق بإذن الله. وبطبيعة الحال القدوات ليست رجالية فقط وإنما لدينا نساء يمثلن أجمل القدوات للطالبات وأقرب مثال من هن في مجلس الشورى من أكاديميات وباحثات وطبيبيات ومستشارات.