2014-01-16 | 07:39 مقالات

قصة التحكيم في بلادي

مشاركة الخبر      

يتوجب على لجنة التحكيم أن تصدر كتابا موثقا مرجعيا عن قصة التحكيم في المملكة العربية السعودية وكيف كانت بداياته وتشكيلاته وأبرز رجاله الذين خدموه والتطور الذي وصل إليه والمراحل التي مر بها حتى تتكون لدى الجمهور الرياضي خلفية متكاملة عن الحكم السعودي ودوره في النهضة الرياضية وإنصافه من حجم الهجوم والتعدي الذي فاق حده وأصبح متنفسا لبعض طلاب الشهرة وناقصي الذوق والأهلية في توجيه الاتهامات والطعن في الذمم والسخرية من الآخرين دون حياء وأخلاق وقيم.ومن ينظر إلى تاريخ الكرة السعودية وإنجازاتها ووصولها لكأس العالم أربع مرات وتسيدها للكرة الآسيوية مدة من الزمن لابد أن يدرك أن التحكيم السعودي مشارك في الإنجاز ومسهم في هذه النهضة الرياضية، إذ جاءت الاستعانة بالحكم الأجنبي مؤخرا واستمر الحكم السعودي سيد الميدان في البطولات المحلية والخليجية وشارك في التحكيم العربي والقاري وكذلك الدولي.ولم تسجل حالة واحدة حسب معلوماتي كان فيها خيانة للأمانة وتعمد الكسب غير المشروع بل واصل الحكم السعودي تسجيل نجاحاته بكل وطنية وإخلاص ونزاهة وبقيت الأخطاء اجتهادية تتوخى الصواب ولاتخلو من التأثر بالارتباك الإعلامي والإداري، وتعرض بعض الحكم لحالات من الشتم والاعتداء اللفظي من بعض الجماهير داخل الملعب أو من بعض الإداريين والإعلاميين بعد نهاية المباراة والتحليل الرياضي بل وتحطيم سيارته وكتابة الكلمات البذيئة أمام منزله، ورؤى الحكام المعتزلين التي تبقى مضيئة ومفيدة للحراك الرياضي كونها تأتي من خبراء ووفق مواد التحكيم الدولية المعتبرة. ثم إن الخطأ في التحكيم وارد ورأينا حجم الأخطاء في بعض مباريات كأس العالم وظلم بعض المنتخبات وكذلك مباريات الدوري الأوروبي وغيره، ولاننسى يد مارادونا أو طرد زيدان دون طرد اللاعب الخصم وغيرها من الأخطاء الكبيرة بينما يبقى خطأ الحكم السعودي في هذا الإطار ويتم التعامل معه بحزم، وتم إيقاف حكام محليين رغم أن أخطاءهم غير مقصودة وشرحها الأستاذ عمر المهنا بكل شجاعة ووضوح. كما لا ننسى حكامنا الرواد أمثال عبدالرحمن الدهام وعبدالرحمن الموزان وغازي كيال ومحمد المرزوق ومثيب الجعيد الذي سجل بشجاعته سابقة نقلها الإعلام الدولي عندما طرد لاعب الهلال العالمي ريفلينو في دقائق المباراة الأولى مطبقا قانون التحكيم دون النظر لهيبة اللاعب أو هيبة فريقه ولا عشرات الملايين التي دفعت له .وأخيرا يجب الحزم في حماية الحكم السعودي الذي أسهم في تقدمنا الرياضي وليس له علاقة في تأخر الكرة الرياضية عندنا، ورأينا أخطاء حكام أجانب في ملاعبنا أكبر وأكثر وضوحا من الحكم الوطني الذي يجب الاستمرار في منحه الثقة وإعطائه التقدير المادي والمعنوي الذي يستحقه وكذلك الدورات التأهلية عالميا ليكتسب الخبرة وتطوير قدراته، وهذا للأسف في زمن يتحدث كل من هب ودب من محللين وإعلاميين وإداريين في الهجوم على الحكم والسخرية منه.مع أن هذا الحكم يحكم بقيمه وأخلاقه ونزاهته ولا أعلم عن ما يتقاضاه رغم أن الدوري السعودي وصلت قيمته تسويقيا وإعلانا ومتابعة إلى مئات الملايين من الدولارات.