الرياضة والمسؤولية والأخلاق
أصبح لوسائل الإعلام آثار ونتائج في مختلف المجالات، وغدت واقعا مؤثرا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والفكرية، وأصبحت أصابع الاتهام توجه إلى الإعلام في حدوث أخطاء ومشكلات كثيرة وبالذات في السلوك ومايصدر من الإنسان من أخطاء وقصور، فهو متهم في قصور التعليم في الرفع من مستوى الطلاب في المهارات والسلوك .. وهو يقف خلف تصدع الولاء الوطني للدولة وماقد يحدث من مظاهرات وثورات كما حدث في الثورات العربية مؤخرا .. وهو المتهم في سقوط الدول وتأثرها اقتصاديا واجتماعيا .. ولهذا تنفق الدول الكثير على إعلامها وتعطيه الأهمية الكبرى وتضع القوانين واللوائح لمتابعة مايصدر فيه ورصد الأخطاء والتجاوزات واتخاذ اللازم حيالها عبر اللجان القضائية المختصة التي توفر الضمانات اللازمة لسلوك إعلامي مسؤول. وتعدى تأثير الإعلام إلى أن يكون موجها وقائدا للرأي العام، فتداخلت الرؤى والأفكار وتسابقت التوجهات الفكرية للتنافس عبر الإعلام للتأثير على أفراد المجتمع وتوجيههم بما يريد الإعلام .. وهنا تداعى المخلصون والصادقون من مفكري الإعلام والمتخصصين فيه إلى صياغة النظريات الإعلامية وتوجيهها لخدمة الإنسانية وتبني مفاهيم وأخلاقيات لتنظيم مهنة الإعلام وإصدار وصياغة مواثيق الشرف الإعلامي بحيث يلتزم الإعلامي بأمانة الكلمة والابتعاد عن مايخل بقيم وأخلاقيات المجتمع .. ودخلت الدول بمتابعة ومطالبة من أهل الرأي والفكر وعلماء الدين إلى سن الأنظمة لضبط الممارسات الإعلامية وكبح جماح تسابق الشركات والمؤسسات الإعلامية لكسب أكبر قدر ممكن من القراء والمشاهدين طمعا في المال الذي تجنيه من الإعلانات التي ترتبط مع حجم المشاهدة .. ولهذا خرجت مفاهيم تتعلق بالمسؤولية وتحديدها وخلق الرقيب والوازع تبعا لمسؤولية الفرد أمام ربه عز وجل، وأن الإعلام رسالة وأمانة ومايصدر أو ينشر أو يبث يجب أن يتوافق مع قيم الدين الإسلامي ورسالته .. ولهذا فإن المسؤولية محددة بأن يتحمل الإعلامي تبعات ما يصدر منه من اعتقاد أو عمل ومحاسبته على ذلك .. وعندها تتعمق لديه هذه المسؤولية وتكون تصرفاته وأعماله وإنتاجه الإعلامي وفق ضوابط السياسة الإعلامية المنبثقة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، كما أن ذلك يكون على ضوء ماتم في مواثيق الشرف الإعلامي وأهدافه وبنوده وهي موجودة يمكن الاطلاع عليها وضمن مناهج ومقررات طلاب الإعلام في الجامعات والكليات المتخصصة.وواقع الأمر أن مانشهده الآن من مهاترات في الإعلام الرياضي وزيادة حدة التعصب الرياضي أمر لاينبغي السكوت عنه ويجب أن توضع ضوابط مشددة لوقف التجاوزات والتعصب حتى نستمتع بالرياضة بالمسؤولية والأخلاق الإسلامية القويمة.