التعليم والتشجيع الرياضي
الإعلامي يخرج من رحم المجتمع وتكون تصرفاته مرتبطة بتربيته وأخلاقه ومدى التزامه بقيم الأمانة والنزاهة وشرف المهنة .. ولهذا فإن انحراف الإعلامي عن رسالته وبثه لقيم التعصب والعنف في الإعلام الرياضي يعود إلى التربية والأخلاق التي تلقاها في المدرسة والأسرة بحيث يعيد المربون هذا القصور إلى المدرسة التي في الغالب تعد الطلاب ووالديهم .. ولهذا فتش عن التعليم عند صلاح أو نجاح أمة وأمامنا تجربة إسلامية تتمثل في ماليزيا ونجاح محاضير محمد وزير التربية والتعليم ثم رئيس مجلس الوزراء سابقاً في إصلاح هذا المجتمع ونقله من الفقر والبساطة والتشرذم إلى قوة اقتصادية وثقافية واجتماعية يضرب بها المثل وفي جميع كتب وأطروحات محاضير محمد كانت المدرسة هي اللبنة الأولى لكي يتعلم الإنسان القيم والأخلاق.. ولهذا يأتي المجتمع الماليزي متمسكاً بقيمه الإسلامية إذ رغم تعدد أعراقه وتنوعه إلا أنك تجد الناس يذهبون من تلقاء أنفسهم لأداء الصلاة جماعة في الأسواق وأماكن التجمعات وينتشر الحجاب بين النساء بفضل التربية والأخلاق.
أما ثاني المجتمعات فهو المجتمع الياباني وقد سألت وزير التربية الياباني في زيارة سابقة لليابان عما هو الأمر الذي تحرص المدرسة اليابانية لتعليمه لطلابها فقال أهم شيء في تعليمنا هو موضوع الأخلاق... فعجبت من ذلك وقلت لمن معي رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وهذا المسؤول الياباني يقول أهم شيء الأخلاق فقلت ماذا تقصد بالأخلاق؟ فعدد مكارم الأخلاق الموجودة في ديننا مثل: الأمانة والصدق والتسامح واحترام الوقت وعدم إيذاء الآخرين وإتلاف مقدرات الوطن والنظافة واحترام الكبير والعطف على الصغير والتصرف بجماعية داخل المجتمع والبعد عن الأنانية والفردية وعدم الغضب والعنف ولهذا ينظف الطالب الياباني مدرسته وينظف شارعه وينظف مدينته وانظر للمشجع الياباني رجلاً كان أو امرأة يشجع بحماس وبصوت واحد ويفرح بالفوز ويتقبل بعد نهاية المباراة النتيجة أيا كانت وتجده يحمل سلة مهملات صغيرة أعدت لهذا الغرض يجمع ما خلفه من نفايات وهو منظم ومرتب ويحترم الطابور عند دخوله الملعب وعند الخروج وهذه تعلمها في المدرسة لذا الخطوة الأولى لوأد ظاهرة العنف والشغب في الملاعب الرياضية، تلقينها الأطفال من المدرسة حيث تعاليمنا الدينية بالابتسامة وإفشاء السلام والتسامح وأنه ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب وأن المسلم ليس بالسبّاب ولا باللعان وأن علينا عدم الغيبة والنميمة والتجسس وعدم التنابز بالألقاب وأن علينا حسن الخلق واحترام النظام والهدوء والطمأنينة والأدب والابتعاد عن سوء النية والظن السيئ والعداوة والفجور عند الخصومة.. وعندما يتعلم الناشئة ذلك في المدرسة سنجده بإذن الله خلوقاً مؤدباً يستمتع بالمبارة ويتواضع عند الفوز ويبتسم عند الهزيمة وتنتهي المباراة وظروفها بانتهاء وقتها في أجواء تسودها المحبة والاحترام وحسن الخلق والطمأنينة .. وهو كذلك عندما يخرج من المدرج الرياضي إلى عمله ممارساً للإعلام الرياضي فإن أخلاقياته وتربيته ستقوده إلى توجيه الجمهور إلى الأخلاقيات السامية وسيكون منضبطاً في أدائه وعمله ومسؤولاً عما يصدر أو يبث منه. ولاشك أن الإعلام الياباني الرياضي يؤثر في أطروحاته على المشجع الياباني فأسهم مع التعليم في الوصول لهذا السلوك الحسن.