الاعتزال.. هل يهدد النصر؟
ظلت كرة القدم على مر التاريخ في كثير من بلدان العالم ومن بينها السعودية تحتل المرتبة الأولى في الاهتمام والشعبية من أي رياضة أخرى، ويعيش لاعبوها وممارسوها وبالذات في الأندية الكبيرة الشخصية المفضلة في المجتمع حيث يحققون من خلال حضورهم وتميزهم داخل المستطيل الأخضر المكانة الاجتماعية اللائقة لتحسن وضعهم المادي بسرعة وبدرجة عالية تفوق بعض الوظائف الحكومية النادرة فضلا عن ما يجدونه من شهرة عالية في أوساط المجتمع، وتمثل النجومية حالة نادرة في كل مجال ومن ذلك المجال الرياضي بل تظل الشهرة في كرة القدم هي في الصدارة ويتفق العديد من الخبراء المختصين في مجال رياضة كرة القدم بأن عمر اللاعب في الملاعب يعد قصيراً مهما طال خاصة أنه يعتبر كبيرا في السن منذ أن يبلغ ( 28 ) عاما، وعلى ذلك فإن هذه النجومية لكثير من اللاعبين غالبا ما تزول تدريجياً بعد التوقف عن اللعب والاعتزال نهائياً، ولايظل غير قلة من هؤلاء الذين يستطيعون الاحتفاظ بنجوميتهم، وذلك إما باستمرارهم في اللعبة كإداريين أو مدربين أو حكام أو إعلاميين كسامي الجابر، أو بحكم تاريخهم الرياضي وحجم إنجازاتهم عندما كانوا لاعبين كماجد عبدالله على سبيل المثال لا الحصر. والاعتزال يعد مرحلة من مراحل اللاعب مهما طالت بل أمر حتمي مهما طالت ممارسته للعبة كرة القدم في الملاعب ، وعلى ذلك فإن اللاعب يواجه بعض الصعوبات ويفقد الكثير، مثل فقد الجانب الاجتماعي المتميز والشهرة والدخل المادي الكبير والتسهيلات المعيشية والإحساس بالنشاط والحيوية والإحساس بعدم النجاح في مجالات أخرى يصاب بالإحباط وفقد الشعور بالأمن ثم يصل إلى الإكتئاب والمرض النفسي
ويذكر بيتردانتون (peterdanton 2008) عن أوجيلفي (Ogilvie 1984) أن هناك ثلاثة عوامل قد تؤدي إلى الاعتزال الرياضي هي: الاختيار الحر أو الإصابة أو انتهاء الأهلية (عدم القدرة على اللعب)، ويحدث الاختيار الحر في أى وقت عندما يبتعد الرياضي فجأة من الفريق دون سابق إنذار ، وقد تأتي نتيجة صدمة قاسية للرياضي ربما تعزى إلى الإصابة أو فقد مكانة اللاعب ونقصان أسهمه الأدائية مع ظهور لاعبين ناشئين ، ويؤكد ذلك دراسة قام بها أوجيلفي وهاو (1987) Ogilvie B C and howe ومن أهم النتائج التي توصل إليها أن الإصابة كأحد أسباب الاعتزال الرياضي يمكن أن تحدث في أي وقت ولانستطيع التنبؤ بها، وهذا النوع من الأسباب قد يؤدي إلى مشكلات إضافية عند التخطيط للاعتزال .
ولهذا فاللاعب قد يواجه الاعتزال إجباريا بسبب الإصابة أو لإسباب أخرى كضعف اللياقة البدنية والمهارية أو بسبب الدراسة أو السفر للعمل أو بسبب المشاكل والمشاحنات والعلاقات غير الطيبة مع الأجهزة الفنية والإدارية أو الزملاء في الفريق، أو لتقدم السن ووجود لاعب بديل أصغر سناً وأفضل في المستوى البدني والفني. وعليه يعاني نادي النصر وفي منطقة مهمة في تشكيلة الفريق ( خط الظهر ) من وجود لاعبين اثنين حسين عبدالغني ومحمد حسين من تدني مستواهما في بعض الحالات بل بدآ يعانيان داخل الملعب من أن الاعتزال قد قرب مما يسبب للاعبين حالة من القلق فتراهم يبذلون جهداً مضاعفاً داخل الملعب يريدون تثبيت أقدامهم داخل التشكيلة النصراوية وتجعلهم يفكرون ما بعد الاعتزال ونحن نرى كيف أصبح وجود محمد حسين مصدر ضعف في الفريق النصراوي في حين أن حسين يقدم كل مايملك من خبرته وجهد مضاعف لاثبات قدراته وهذا يجعل النصراويين يضعوا أيديهم على قلوبهم من خسارة وفقدان أي منهم في أي لحظة فتعرض لاعب منهم للإصابة قد تطول فترة علاجها وقد لا يعود ولأن الاعتزال قادم لا محالة في ظل عمر محمد حسين وحسين عبدالغني فإن النصر سيظل يعاني في خانة مهمة عانى منها سنين طويلة ولم يحسن تقويتها على مر السنين لعل من المناسب أن يكون اعتزال النجمين اختياريا وبإرادتهما وقريبا وليكن بعد نهاية دوري جميل وهما في هذا السن قبل أن تقل لياقتهما البدنية وتضعف قواهما ويتم المطالبة من محبيهما بالاعتزال وفقد الاحترام الذي يحظى به النجمان وبهذه المناسبة لا ننسى أن نحيي اللاعب عبدالغني على ما يقدمه من عطاء فوق طاقته لخدمة الكيان النصراوي ولكن العوض القادم في أولاده وعليهما أن لا يقلقا فسيظلا في قلوب محبيهما .والاعتزال أمر حتمي لا مفر منه.