الأولمبية.. ثغرة في الانتخابات
لقد شهدت العقود الأخيرة أحداثاً متلاحقة وتطورات سريعة جعلت عملية التغيير في المجال الرياضي في مملكتنا الغالية أمراً حتمياً لتتوافق مع رؤية السعودية 2030 ولتواكب ما هو حاصل في معظم دول العالم، ولاسيما أن المملكة العربية السعودية قد تبوأت مكانة اقتصادية، الأمر الذي يُحتم تحسين وتطوير الرياضة بشكل عام لتتواكب مع مكانتها الاقتصادية.
وأشعر بحرص سمو رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد على سرعة التغيير والتطوير والاستفادة من الحراك القوي الذي عمل في الفترة الماضية من ورش وحلقات نقاش وندوات ولقاءات في مختلف مناطق المملكة كان هدفها الوقوف على الوضع الراهن للرياضة السعودية وكيف السبيل للرقي والنهوض بها وأعلم بأنه ينتابه نوع من القلق على هذا التغيير الذي سيبدأ قريباً وفق آليات واضحة ومحددة تنطلق من القيادات للاتحادات الرياضية وهم الأساس في إيجاد مجالس تعمل وفق إستراتيجية طموحة يراها سموه أمامه ويخشى أن تؤدي هذه الانتخابات إلى وجود تكتلات وفق فكر قديم تقليدي يقود الرياضة وفق تحول بطيء والمملكة تعد من الدول المتقدمة رياضياً في فترة وجيز سابقة وكنا نرى أنفسنا نسير في الطريق الصحيح وفجأة وبعد تغيير سريع برحيل القائد الأمير فيصل بن فهد ـ يرحمه الله ـ مرت بتغيرات سريعة أدت إلى ظهور إحباطات في جميع الألعاب الرياضية المختلفة ولذلك استعانت اللجنة الأولمبية السعودية بخبراء متخصصين في التخطيط الإستراتيجي وبالذات من إنجلترا، التي حققت قفزات هائلة في سنين معدودة حتى أصبحت ذات مركز في الترتيب الأولمبي خلال المنافسات وبالذات في ترتيب الميداليات في وقت كانت متأخرة للمساهمة في وضع آليات تتوافق مع البيئة السعودية باعتبارها ذات نظام اجتماعي محافظ على قيمه ومبادئه الأساسية، ومتجاوب مع الطموحات والتطلعات الوطنية.
والمفهوم الحديث للمواطنة والرياضة الحديثة تعتمد على العلم والتخطيط العلمي المدروس والإنفاق المالي وأرى بأن شيئاً من هذا قد تحقق بوجود ميزانيات مرتفعة تضاعفت عما يصرف في السابق بمراحل لا تقارن لذا أجد أن ما يقدم من عمل منظم قد يصطدم بالكوادر البشرية التي ستدير هذا العمل وبالذات من مجالس إدارات الاتحادات الرياضية على أساس أن الانتخابات يحدث فيها تكتل ويأتي بأسماء وأشخاص لا ناقة لها ولا جمل بالرياضة، وفاقد الشيء لا يعطيه والمتابع للأسماء المرشحة من قبل الأندية يرى أن البعض يمثل النادي في العديد من الألعاب كناخب وكمرشح بمعنى أنه ينتخب نفسه وينتخب ممثلين في ألعاب أخرى وهذا قد انكشف مؤخراً من حال التكتل وظهور ما يسمى عطني صوتك وأعطيك صوتي ولمعالجة هذا الخلل وانطلاقاً من التحسين للوضع القائم فلعل من المناسب أن تتم معالجته من قبل اللجنة المركزية للانتخابات بإصدار قرار بضرورة أن لا يحق لمرشح النادي للعضوية أن يكون منتخباً بمعنى (لا يصوت نفسه ولا لغيره في الألعاب الأخرى حتى لا يسام الآخرين) بحيث يرشح النادي من ينتخبه وهذا سيقلل التكتل وسيضمن وجود ترشيحات بعيداً عن هذا النوع الفاضح من الترشيح بل الأدهى من ذلك أن بعض الأندية لا ترغب في الحضور للانتخابات فطلب منها إعطاء أي شخص لكي يمثل النادي في الانتخابات فكان لدينا بعض العوائل والإخوة يمثلون الأندية وهم ليس لهم علاقة بها بقدر ما هو يدعو للتكتل، والانتخابات هي المدخل الأول لتصحيح الوضع الرياضي لدينا وحري باللجنة الأولمبية أن تحرص على ذلك وأن تضع برنامجاً تدريبياً تحت مسمى (بناء القدرات للأفراد وتطويرها)، وتكون على مستوى مجالس إدارات الاتحادات الرياضية بعد إعلان المجالس رسمياً يتم من خلالها شرح الخطة الإستراتيجية للجنة الأولمبية السعودية في المرحلة القادمة ومعرفة التوجه الجديد وكيفية التواصل مع اللجنة إدارياً ومالياً وتنظيم العلاقة فيما بين الاتحادات والقطاعات الأخرى لتوحيد العمل وفي إثراء وتعزيز الحاجات المطلوبة التي تهيئ الفرد للتعامل وفق منظورين: الواقع، والمستقبل. والله الموفق.