التوكؤ على «التاريخ».. التوكل على «الحظ»!
اعتزل «فليب لام» و«تشابي ألونسو»، وتقدم «فرانك ريبيري» و«آريين روبن» في العمر، فشعر صُناع القوة والجمال في بايرن ميونيخ الألماني، بأن النادي في طريقه نحو الكارثة، وعليهم التحرك الآن لإيقاف انحدار العربة «البافارية»، ومنعها من السقوط في هذا المستنقع "مستنقع البطل العجوز، الذي يقاوم شيخوخته بالتوكؤ على تاريخه، والتوكل على الحظ السعيد".
فماذا سيفعل هذا النادي الفخم "الفائز ببطولة أوروبا 5 مرات، وبطولة العالم مرة واحدة"، كيف سيتصرف؟!
أقطف الإجابة من فم رئيسه «أولي هونيس» وأضعها في طبق من ذهب، على طاولة الذين لا يفكرون، ولا يدبرون، وإنما يريدون أن يقولوا لرغباتهم: «كوني».. فتكون!
أضعها على طاولتهم، وأدعوهم إلى تذوّق طعمها، ليكتشفوا أن التخطيط، هو المنقذ دائماً، التخطيط وليس الارتجال، صناعة المستقبل الآن، وليس تأجيله إلى الموسم التالي.. يقول رئيس النادي «البطل» الفائز ببطولة الدوري الألماني 27 مرة: «لن نحقق بطولة أوروبا الموسم المقبل، إذا حققنا الدوري الألماني سيكون عملاً جيداً، نحن نخوض الآن تحدياً مهماً، نعمل على إعادة بناء فريقنا، سنغير جلده كاملاً، سنزج بالشباب، سنمنحهم الثقة، ليمنحونا الانتصارات، لكننا نحتاج إلى وقوف الجميع معنا، سيكون الوضع مختلفاً في الأعوام المقبلة بعد الانتهاء من إعادة البناء، نعدكم بذلك، وسنسعى بعد هذا كله للفوز بأكثر من لقب واحد في الموسم، فهذه طبيعة فريق بايرن ميونيخ».
كان يمكن للرئيس أولي هونيس أن يشتري لاعبين جاهزين، كما يفعل الآخرون، متجاوزاً هذا الانتظار المزعج للجماهير التي أدمنت الفوز، لكنه اختار دفع العربة إلى سطح الجبل "بالذهاب إلى المستقبل"، بدلاً من أن يستمر في منعها من الانحدار تجنباً لسقوطها في «المستنقع»؛ لأن السقوط سيكون مصيراً حتمياً إن لم يستجمع قواه، ويذهب بهذه العربة العملاقة إلى صعيد لا زلق فيه.
صحيح، كان في إمكانه شراء لاعبين جاهزين، فلماذا لم يفعل؟!.
أقطف الإجابة أيضاً من فمه وأضعها في طبق من ذهب، على طاولة الذين يظنون أن المال وحده يستطيع عمل كل شيء، أضعها على طاولتهم، وأدعوهم إلى تذوق طعمها، ليعلموا الفرق بين أن تكون ذا مال، لكن عقلك محبوس في ما يرغبه الراغبون، فتنفذه خوفاً منهم، أو بحثاً عن حفلة إطراء صاخبة ما يلبث شعراؤها أن يتوقفوا عن المدح، وموسيقاها عن «الردح»، فور وقوع أول هزيمة، وبين أن تكون ذا عقل، يفكر في المصيبة قبل حدوثها، ويسعى لصرف شرها، يقول أولي هونيس: «التوقيع مع نيمار بمبلغ 222 مليون يورو يدل على ضعف نادي باريس سان جرمان، يجب على الأندية أن تعمل بشكل أفضل، وليس صرف الأموال بشكل أكبر للتعاقدات فقط، هذه علامة ضعف.. ما يجب عليهم هو البناء وتحقيق الأهداف، لدينا سياسة مختلفة في البايرن أمام هذا الجنون، فخلال 3 أسابيع سنفتتح مركز المواهب الخاص بنا، يجب علينا الجدية والاستمرارية في البناء، ليست سياستنا دفع 100 مليون هنا و100 مليون هناك للتعاقدات، هذه ليست طريقتنا، ولا يجب أن تكون طريقة أحد».
المال قد يؤجل انحدار عربة البطل من أعلى الجبل وسقوطها في الوحل، لكنه لن يمنعه، أما التخطيط فسينقذ العربة والبطل.. «خططوا، لا تتخبطوا»!