2017-09-07 | 05:58 مقالات

"محمد بن سلمان.. وجه السعد"

مشاركة الخبر      

بعد الخسارة المفاجئة لمنتخبنا الوطني من المنتخب الإماراتي الشقيق، سادت حالة من الفوضى والإحباط في الأوساط الرياضية؛ فالخسارة كانت مؤلمة والمستوى كان هزيلاً، والروح كانت غائبة والقتالية معدومة، والأذهان مشتتة وبطاقة التأهل للمونديال كانت في أيدينا وتلاشت، وبدأت أذهاننا تسترجع بألم سنوات ضياع الأخضر ومحطات انكساره، وتفوق منتخبات آسيا عليه بعد أن كان سيدها، وقد جاءت ذروة الإحباط على لسان الداهية "مارفيك" الذي صرّح في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، بأنه "لم يشعر بالخذلان منذ أكثر من عشرين عامًا كما يشعر به الآن".

 

يا إلهي.. المدرب الذي خسر نهائي كأس العالم مع منتخب بلاده قبل سبع سنوات، وكان حلم الهولنديين اللقب؛ فمنتخبهم يعد أكثر منتخب في العالم يستحق كأس العالم ولم يحققه..

 

هذه كانت مشاعر المدرب ومشاعر اللاعبين، كانت واضحة على محياهم، ولن أتحدث عما أصاب الإعلام والجماهير من حالة غضب وإحباط؛ فقد مرّ أسبوع قاس؛ فالحلم لمونديال روسيا تحوّل لكابوس، ولا أتحدث عن حسابات التأهل فقط، بل عن الروح الانهزامية التي سادت وغطت الأجواء.

 

لكن في ظل هذه العتمة، كانت هناك شعلة من ضوء قادها ورفع شهابها رجل واحد، لكنه عن أمة بالعزم والحزم والتمسك بالأمل ولو كان بصيصًا..

 

في البداية، وفي ظل توقعات كبيرة بعدم الحضور الجماهيري كمحصلة طبيعية، أمر بفتح الجوهرة المشعة لدخول الجماهير مجانًا، ثم قرر حضور المباراة كمشجع من ضمن المشجعين، دون صفة رسمية، ولم يلق بالاً للحسابات المعقدة في التأهل ولا لضعف الحظوظ؛ فهدفه كان أعمق بكثير، وقد أراد أن يبعث برسالة للجميع، مفادها علينا أن نقاتل حتى الرمق الأخير، ونبذل كل ما نستطيع من أجل الفوز ولا غيره، والفوز هنا يشمل كل مناحي الحياة، الفوز عسكريًّا كما في تطهير اليمن، والفوز تنظيمًا كما في موسم الحج، والفوز سياسيًّا كمثل مقاطعة الجار الخائن، والفوز اقتصاديًّا والفوز رياضيًّا بعد أن بعث رسالة فخمة للاعبي المنتخب، نحن نثق بكم وندعمكم، وقد شاهدتم كيف ظهر لاعبونا والروح العالية والمستوى الرفيع على عكس ما كان عليه قبل أسبوع واحد فقط.. 

 

إنه فخر الوطن وحبيب الشعب ووجه السعد، ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، الذي اكتفى بضيافة في المنصة عبارة عن علبة ماء باردة، وإشارة النصر بالوسطى والسبابة، ومشاعر محبة وولاء جاءته من الحضور ومن كل الوطن. 

 

 

الهاء الرابعة 

 

‎هذي السعودية ترى عزم وظفر

‎لا ضاقت أرض.. وزلزلت زلزالها

‎هذي بلاد العز وبلاد الفخر

‎ومجوّدين أمورها عقّالها

كلمات معالي المستشار بالديوان الملكي الشيخ تركي آل الشيخ