مطار وقوى بشرية
انتظرنا طويلاً بشرى بتوقيع عقد تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي حيث جاء في الخبر أنه برعاية نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني جرى مراسم توقيع عقد أعمال التصميم والخدمات الهندسية للمرحلة الأولى من مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي مع شركة مطارات باريس للهندسة بمبلغ (514) مليوناً و900 ألف ريال ويتضمن العقد الذي تمتد فترة تنفيذه 14 شهراً إعداد التصاميم التفصيلية والخدمات الهندسية لمجمع صالات السفر الجديد الذي سيحل محل الصالتين الجنوبية والشمالية مع وجود 42 بوابة سفر تربط المجمع بـ74 جسراً إلى آخر الخبر ولا شك أن القيمة الضخمة للتصميم الهندسي يعكس الرغبة الشديدة في الناتج الجيد إذ الكثيرون يهملون جانب التصاميم والإشراف ولهذا يأتي التنفيذ دون المستوى وكلما كان مستوى التصميم والخدمات الهندسية متطورا ودقيقا جاء العمل متقناً ومميزاً بإذن الله.. وأذكر موقفاً قديماً عندما كلفت بتغطية زيارة لولي العهد لصالح جريدة الرياض التي كنت أعمل فيها محرراً أعتقد في 1403 وذلك في زيارة تفقدية لأعمال الإنشاءات في مطار الملك خالد الدولي بالرياض وأتذكر أنه وجه حديثه للمسؤولين عن الطيران المدني آنذاك بأن لا يكون المطار مثل تصميم مطار الملك عبدالعزيز بجدة حيث انتقد عملهم ووجه بأن يكون التصميم بطريقة الممرات (الخراطيش) للصالة بدلا من التجربة السيئة بالباصات المرتفعة المزعجة وفعلاً خرج لنا مطار الملك خالد الدولي بالرياض بشكل جيد ومناسب وإن كان واقعه الحالي لا يسر من حيث زحام المسافرين وضيق أماكن الجلوس وحاجته للتوسعة والتطوير.. والمؤسف أن كما هائلا من العناء والشقاء وسوء الخدمة تحملها المسافرون طوال هذه السنوات في سوء تصميم مطار الملك عبدالعزيز في جدة وهي مسؤولية يتحملها المسؤولون التنفيذيون آنذاك.. وأعود وأؤكد أننا قطعنا شوطاً كبيراً بالمباني الرخامية والأشياء الجمالية ويصرف عليها الشيء الكبير ولكن بقي هندسة العقول وتطوير القدرات البشرية.. لأن المباني لن تغير العاملين في الخطوط السعودية الذين وصل بعضهم من السوء على درجة يصعب تحملها من عدم احترام الراكب وسوء الخدمة وكيف أنه لابد أن تبحث عمن تعرفه في هذا المطار العجيب لكي يضمن ألا يتم التلاعب في مقعدك ويذهب إلى غيرك ومع ثقتي بالجهود التي تبذل حالياً لتطوير الخطوط السعودية وآخرها التوقيع مع شركة لوفتهانزا لتطوير الخدمة إلا أن الحزم الإداري وتطوير القدرات وصياغة التوصيف الحقيقي لكل موظف ومتابعته ومكافأة المحسن ومحاسبة المسيء هو الحل لكي يتواكب بناء المطار وهندسته مع إعادة صياغة العقول وهندستها ليبقى الأساس هو خدمة الراكب وضمان سفره بيسر وسهولة دون المحسوبيات والمعارف والشفاعات التي تربك الخدمة وتزعج الركاب.
شكراً لقادة وطني الحبيب على حرصهم للتطوير ويجب أن نعيش مرحلة العمل الجاد لتكون الساحات والقاعات والمباني الجميلة تدار بعقول منظمة جادة تعطي من قلب دون اعتبار المصالح والمجاملات.