الأبطال والدفاع المدني
كان الحديث الأكثر استحواذا في المجالس قصة الشبابين بين البطلين المقدامين اللذين جسدا مقولة النائب الثاني قبل أيام في حديثه عن المرأة، عندما قال بأن المرأة لها كرامتها ومكانتها، وإننا نفديها بدمائنا وأرواحنا، حيث شاهد هذان البطلان امرأة تتعرض لحادث خطير تمثل في انجراف السيارة التي تقلها جراء السيول التي شهدتها منطقة حائل، فما كان منهما إلا أن اندفعا برجولة وشهامة ونخوة وتعاونا حتى تم إنقاذ المرأة، وتم تداول ما حدث بتصوير ذلك عبر كاميرا جوال نقلت الحدث للعالم عبر مواقع الإنترنت والقنوات الفضائية.. وما فعله هذان الشابان ليس بغريب على المجتمع السعودي المتماسك الأصيل، ولكنه يمثل رسالة لشبابنا ليرون قدرات أمثال هذين البطلين اللذين وجدا التكريم والاهتمام والإشادة بالموقف من قبل الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الذي أمر بتعيين الشابين اللذين أنقذا مؤخرا امرأة من السيول في وادي مشار بحائل في الدفاع المدني وترقيتهما استثنائيا، وهذا يمثل أنموذجا مميزا للمسؤول المحنك ليس بغريب على الأمير محمد بن نايف، لأن ذلك يعطي القدوة للشباب سواء من منسوبي الدفاع المدني عندما يرون مثل هذا التكريم أو للشباب في أي مرفق أو موقع من مواقع هذه الحياة.. وأتمنى أن تتحرك وسائل الإعلام بالذات المرئية لتكريمهما بالحديث عن تجربتهما وإتاحة الفرصة للشباب للتعرف عليهما وترسيخ ما فعلوه لدى الناشئة وطلبة المدارس، لأن هذا النموذج المشرف هو الذي يجب أن يسود في مقابل قلة شاذة من المتسكعين في الشوارع الذين يؤذون النساء في الأسواق ويمثلون صورة رديئة للشباب لا نريدها أن تكون في مجتمعنا.. بل نريد أنموذج سيف النماصي ورشيد الهمزاني هو الذي يسود.. شكرا للشابين ولعل هذا التكريم بداية لتميز في العمل والأداء والدورات التدريبية العلمية في هذا المجال.