أبهرني متعب بن عبدالله
متعب الواثق، ومتعب الفارس، والأمير متعب حضروا جميعاً في هيئة إنسان واحد.
ـ ملامحه لوحدها حكاية، وعيناه فيها من ملامح شخصيته الواثقة.
ـ التقيته مرة ولم أنسَ رأياً قاله في حضرة إعلاميين رياضيين، وحدثني مرة ولم أنسَ تفاصيل ذاك الحوار الهاتفي.
ـ ليلة الجنادرية وقف كنخلة لينشر وعيه في حضرة الملك وضيوف الجنادرية.
ـ تجاوز الخطاب المكرر ليرصد لنا في لحظة أحداث الساعة ومناقب الوطن وقائد الوطن, فقلت لمن رافقني الإنصات.. هل تسمع ما أسمعه؟
ـ متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أجاد في ذاك المساء في التعاطي مع الأحداث بأسلوب راقٍ.
ـ فمن أين أبدأ نثر إعجابي من أول السطر، من آخره لأنصف على الأقل ذائقتي قبل أن أنصف من أخذني في تلك اللحظات إلى دارة المعرفة.
ـ أعرفه حق المعرفة قبل أن يكون عسكرياً ماهرا شكل العسكرية وشكلته، إنسان آخر يحب الشعر ويقرأ في شتى حقول المعرفة وإنسان لا يهوى الظهور الإعلامي ويرفض أن يقول هنا رأياً وهناك آخر.
ـ لكنه ليلة الجنادرية أدهشني بخطاب أشبه بديوان اختصر فيه قول أشهر في أقل من ربع ساعة.. وأظن أنني بالغت وقلت أقل من ربع ساعة وهو أقل من ذلك.
ـ ضمن خطابه السياسة والشعر والتراث دونما أن يكون هناك أي ثغرة في الربط.
ـ لقد قدم الأمير متعب بن عبدالله في خطابه لغة أخرى وفكرا آخر ساوى فيه بين الماضي والحاضر دونما أن يمس ثوابت المستقبل.
ـ أحاول أن أعيد قراءة خطاب متعب أو ديوانه وفضلت أن أبقى هكذا متفاعلاً ومصفقاً ومشيداً لكي لا أبدو صغيراً أمام مضامينه.
ـ في حضرة القيادة وفي حضرة الضيوف، ضيوف الجنادرية من شتى الطبقات الاجتماعية والثقافية وتحت نظر ملايين الناس من المتابعين عبر الإعلام اختار متعب الممتع من القول ليكون شاهداً له أمام هذا الحشد الكبير، فقال.. وقال.. وقلت هكذا دونما إمعان في اللغة (صح لسانك يا أمير).
ـ لم يقدم نفسه على أنه أحد ثوابت هذا المهرجان ولم يمرر عبر خطابه ما يشير إلى أي ذاتية بل قال بصوت عال هذا نتاج ربع قرن من العمل والعمل الآخر ومازلنا نحلم ونطمع أن نكون أوفياء لوطن الوفاء.
ـ متعب صاهر بين اللغة السهلة واللغة الصعبة في خطاب بدأ بوعي وانتهى بوعي.