2008-09-16 | 06:00 مقالات

الطريق المضيء

مشاركة الخبر      

كثرة الآراء وعدم قدرة البعض على الثبات عليها مشكلة كبيرة تواجه الحقيقة في مجتمعنا الرياضي، فالواجب أن كل إنسان يحمل رأياً أو فكراً أو وجهة نظر تجاه أي قضية أن يتحمل مسؤولياتها سواء كانت تلك الآراء قد حققت النجاح أم الفشل وهذا الشيء لم نعد نراه في كثير من الأطروحات والآراء التي نطالعها صباح مساء حول كثير من الأمور المتعلقة برياضتنا، وهنا تتبخر الحقيقة وتضعف أمام غول التزييف والتغيير وتتشتت العقول وتتضارب الآراء، وعندما تظهر النتائج يتنصل المطبلون ويهربون عن تبني آرائهم والانتقال السريع والفوضوي لاعتناق آراء حققت الفوز وقد يبالغ بعضهم في الانقلاب المفاجئ إلى مهاجمة الأشخاص الذين خسروا الجولة في آرائهم وكأنهم ليسوا منهم في محاولة يائسة من الانفلات من الخسارة والاستمتاع بنشوة الانتصار لهذا الرأي أو ذاك مطبقين قاعدة الجبناء والضعاف في نصرة (من غلب) فهم مع ما يحقق لهم من مكتسبات حتى لو كانت وقتية فهم لا يمانعون من الاستمرار في التقلب لتحقيق الأهداف النفسية التي تجعلهم بعيداً عن النقد أو الضغوط لأنهم ببساطة غير قادرين على اتخاذ مواقف صلبة وصامدة مبنية على أسس وبراهين وأدلة حتى لو كانت هذه المواقف ستواجه الأعاصير القوية والبراكين الغاضبة.في يوم وليلة تحول النقد والسب والهجوم الشخصي للمدرب القدير ناصر الجوهر إلى عبارات المدح والاطراء والتهليل والتكبير لمجرد فقط أن عبده عطيف وزميله الصاعد أحمد الفريدي قد وفقا في استثمار فرصتين حولتا خسارة الأخضر إلى فوز، وماذا يمكن أن يفعل هؤلاء من المطبلين لهذا الفوز لو أن منتخبنا خسر الجولة من الإمارات وبأخطاء شخصية من بعض اللاعبين أو بقرارات ظالمة من حكم المباراة هل سيتحول التطبيل إلى هجوم وتقليل وتقزيم من قرار الجوهر؟.. بالتأكيد أن هذا هو ما سيحدث ولن يسلم منها أي مخلوق له علاقة بالمنتخب السعودي.
ـ وجود مثل هذه الأساليب في صحافتنا.. جاء نتيجة الكم الهائل من الصحف الرياضية التي فتحت صفحاتها لكل شخص أن يمارس هوايته في الظهور فيتحول ذلك الشخص إلى ناقم على كل من حوله لأنه يريد أن يصبح مشهوراً دون أن يملك الأدوات المهنية الصحفية والموهبة الفطرية والثقافة العالية والعقلية الراجحة فيكون قنبلة قد ينفجر في كل لحظة من أجل أن يعلن للملأ أنه موجود فيطرح آراءه ليس لهدف رفع الوعي والتطوير والتغيير للأفضل وإفادة القارئ وتنوير الرأي العام بل حتى تشاهد صورته ومقاله عند الآخرين فتأتي مقالاته مضطربة ومرتبكة وقد تتحول العبارات فيها إلى السب والشتم من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الإثارة المفتعلة ثم يصاب هؤلاء بالصدمة حينما يلاحظون قلة عدد قرائهم فيضيعون (مشيتهم ومشية الحمامة) لأنهم ببساطة لم يقدروا حجم الأمانة والمسؤولية الملقاة على عواتقهم وأن الكتابة الحقيقة الصادقة التي يبحث أصحابها عن الاصلاح بتدعيم الإيجابيات وانتقاد السلبيات هي الطريق الحقيقي لزيادة حجم القراء لهذه المواضيع فالغاية لدى الكاتب هي الأهم وليست الوسائل التي يتخذها البعض غايتهم في البحث عن الظهور والبروز بشكل غير طبيعي.
ـ المنتخب السعودي ليس بحاجة إلى التطبيل والتزمير.. بل هو أيضا يخشى من الهجوم غير المنطقي والذي يعتمد الإنشائية برص العبارات والتفنن بها.. فعندما نفوز نحول صفحاتنا إلى أغنيات من الشعر والقصائد في المديح وعندما نخسر نسل أقلامنا لمهاجمة كل شيء وهنا لن نستطيع أن نصل إلى المشكلة ولن نتمكن من حلها فالتشخيص هو أهم عنصر من عناصر وجود حل المشكلات لأننا قد نتخبط فلا نصل إلى الحقيقة ولن يتحقق النقد الهادف إلا إذا اعتمدنا في تحليلاتنا على إيجاد المشكلة والمساهمة في طرح الحل وألا تكون هذه المشكلة مرتبطة بنتائج وقتية ممكن أن تتغير في ثوان.
ـ الأخضر يحتاج إلى وقفة إعلامية جادة ومتزنة تعتمد على الأسلوب العلمي في الطرح بعيداً عن الارتجالية والمحسوبية والشخصنة، فالموقف الحقيقي ليس معناه ألا ننتقد.. بل يكون هذا النقد منطقياً وواقعياً مستنداً على الحقائق والأدلة ليكون طريق الأخضر مضيئاً.