2008-09-23 | 06:00 مقالات

الحب الوطني

مشاركة الخبر      

اليوم هو الموافق لاحتفالات المملكة العربية السعودية باليوم الوطني وأهمية ذلك خاصة للناشئة والأطفال وطلاب المدارس الذين عليهم مسؤولية تعلم حب الوطن والانتماء الصادق له وهذا الحب يقوي الشخصية ويعزز المفاهيم ويعطي النفس الاستقرار والهدوء، فالطفل أو الشاب الذي لا يتعلم الحب والانتماء هو بكل تأكيد يملك شخصية ناقصة تحتاج إلى دعم تربوي يعيده من جديد للتعايش مع المجتمع من حوله وهنا تبدأ أهمية الأسرة في إعداد شخصية الطفل قبل أن يذهب إلى المدرسة ومن ثم تقوم المؤسسات التربوية بأدوار مختلفة في تكوين وبناء شخصية هذا الطفل حتى يكتمل ويصل إلى مرحلة يمكن أن يفيد فيها نفسه وأسرته ومن ثم وطنه ومجتمعه وإذا وجد التربويون المتخصصون في هذه المؤسسات وتم عمل برامج طويلة المدى بالتأكيد إن أثر ذلك سيعود إلى الكثير من الأجيال في تحقيق مجتمع متماسك لا توجد فيه عقد نفسية أو أمراض فيكون مجتمعا منتجا قادرا على مجاراة التطور العالمي.
إن أسوأ ما يمكن أن يواجه المجتمع السعودي في التربية هو الاجتهادات والارتجالية والبحث عن النتائج الوقتية وهنا لابد للمربي أن يدرك أن التربية تعتمد على النتائج المستقبلية وليست الوقتية بحيث إن الأسلوب التربوي العلمي يحقق نتائجه بعد وقت معين وهذا ما جعل الكثير ممن يخطئون في تربيتهم يعتمدون على فرض أسلوب تربوي على أطفالهم بممارسة السلوك الذي يرغبون فيه وهذا يتناقض مع النظريات العلمية التي تعتمد على مجموعة من الطرق والأساليب التي تؤتي ثمارها في الشخص بعد فترة زمنية معينة لكن الأكثرية ممن يمارسون التخطيط التربوي يفرضون الكثير من الأشياء على أبنائهم وهم في مرحلة الطفولة وهنا لا يستطيعون التحمل ثم يبدأون الخروج عن السلطة وعدم الاستماع لطلبات الوالدين خاصة في مرحلة المراهقة التي يراها الشاب مرحلته التي يرى أن أفكار وآراء وتصرفات والديه غير لائقة وتسبب له الحرج عند زملائه وأصدقائه.
ـ أخطاء كثيرة في التربية تحدث في البيوت وفي المدارس تجعل الشاب غير قادر على تكوين شخصية ثابتة ومستقرة وجادة بل إن جزءا كبيرا من حياته وتصرفاته لا تعتمد الجديد والانضباط والاهتمام مستبدلا ذلك بالنظر للكثير من الأمور بطريقة ساخرة وهزلية لعدم قدرته على فرض شخصيته فيتحول إلى عنصر متردد وخجول وغير منتج، ففي بداية اليوم الدراسي تجده غير متفاعل مع البرامج الصباحية وغير قادر على أداء التمارين الرياضية والتعامل مع هذه النوعية يحتاج إلى جهد ووقت وصبر في استخدام أساليب متنوعة معهم تبدأ بالحوار الراقي الذي يشعره بأهميته ومن ثم إدراجه ببعض النشاطات وتكليفه ببعض المهام وعادة مثل هذه النوعية يفتقدون الحب والانتماء الصادق وهذا ما يجعلني أطرح موضوع "اليوم الوطني" تحت غطاء التربية لأنني أرى أن التربية تقود الشخص ليحب نفسه بشكل سوي ويحب الآخرين ويحب وطنه وعندها سيكون جنديا في أي موقع يخلص ويتحمس لتطوير بلده.
ـ الاهتمام بالاحتفال باليوم الوطني في المدارس له أهداف وغايات سامية في تكوين "جيل" يعي دور الانتماء الصادق في تحقيق الاستقرار في حياة الناس.. وسعي المدارس لزرع الحب في نفوس الأطفال والشباب دور تربوي مهم يجب أن يسعى له الجميع وهذا لن يتحقق ما لم يتوحد العاملون في التربية والتعليم على التعامل الإيجابي مع طلاب المدارس واحتضانهم ونشر الحنان في نفوس الصغار بتكثيف البرامج والرحلات والزيارات والحوافز المعنوية والمادية .