2009-01-27 | 18:00 مقالات

حرية الرأي

مشاركة الخبر      

مفهوم حرية الرأي لدى بعض الناس يختلف تماماً عن حقيقته، فيعتقد البعض أن حرية الرأي تكفل له التهجم والسب والقذف بحق الآخرين والتعرض لشخصية الشخص بدلاً من فكرته وموضوعه وهذا ما يحدث دائماً في الكثير من المحاورات والنقاشات، فإذا قام شخص مثلاً بانتقاد النادي الذي يميل إليه عبر حوار تلفزيوني وذكر أسباب الانتقاد ودوافعه وأهدافه بعدم إحضار أجانب بشكل جيد والمدرب لم يكن بالصورة المطلوبة وأيضا الاستعانة بالمحليين من اللاعبين لم توفق الإدارة.. فالواجب أن رئيس النادي حينما يريد الرد على هذا الشخص فإنه يُفنّد ما قاله ويناقش فكرته ويوضح للناس أن الرأي الذي ذكره هذا الشخص ليس دقيقاً، ثم يبدأ بسرد ما يحمله من رد مضمناً احترامه للناقد ومستخدماً كلمات تقرب القلوب وتوجد حسن النوايا مثل كلمة "الأخ" لكن ما يحدث لدينا للأسف في كثير من المواقف تحول المناقشات إلى تبادل للسب والشتم الشخصي الذي يبعدنا عن الحقيقة وتحل الضبابية بدلاً من الشفافية، فمن كان بالأمس حبيباً وصديقاً عزيزاً وابناً من أبناء النادي المخلصين يتحول في يوم وليلة إلى معول هدم ومخرب وقائمة طويلة من السب ومن العبارات الإنشائية التي تسيء إلى شخصية هذا الإنسان..
ـ إننا بحاجة إلى زرع الثقة في الوسط الرياضي وإيجاد حسن النوايا بالآخرين وعدم المساس بكرامة ونزاهة من نختلف معهم، والأهم لكل شخص يريد أن يكتب أو ينتقد بكتابة الحقيقة التي تنبع من ضميره أن يخاف الله، وخاصة أن فرص الكتابة متاحة للملايين من الناس عن طريق شبكات الإنترنت التي لا تشترط أن يكون الكاتب متميزاً ويملك الأدوات المهنية التي تؤهله للكتابة فيكتب بأي طريقة أو أسلوب حتى لو كان المقال الواحد يعج بأخطاء إملائية ولغوية بدائية وهؤلاء تجد القمع والتجريح والسب والتهجم على الآخرين من أبرز سماتهم فهم لا يستطيعون إضافة أي فكرة لكنهم يبنون اعتراضهم على صاحبها بمهاجمته شخصياً.
ـ في أطروحات سابقة ذكرت حاجة الوسط الرياضي وخاصة الأندية لقيادات تربوية نزيهة تملك عقلية ناضجة وراجحة تساعد الرئاسة العامة لرعاية الشباب على استقرار الأمور وعدم اتساع دائرة التعصب ونشر الوعي بين الجماهير في عدم المبالغة بالفرح أو الانفعال وتقبل الخسارة برحابة صدر والتأثير الإيجابي بالجماهير بدلاً من العكس وهو تأثر هؤلاء سلباً بجماهيرهم التي تطالب دائما من المسؤولين في الأندية أن يكشروا عن أنيابهم ويكثروا من الصراخ والعويل والتظلم لإحساسهم أن حقهم سيضيع وأن الأندية التي تسكت عن حقها هي من يتعرض للظلم دائماً عكس الأندية التي تأخذ وتطالب.. ولعل أهم شيء في تخفيف القناعة لدى الناس هو التطبيق للنظام والقانون ليسري على الجميع.