القيادة فن وأخلاق
في تزاحم الحياة تختلف المفاهيم وتختلط القيم والمبادئ فلا يفرق بعض الناس بين استخدام الذكاء الفطري وبين الخبث والفهلوة واللكاعة وممارسة الطعن من الخلف وقد يعتقد البعض أن ممارسة العنف والشراسة والصلافة والعجرفة هي أساليب قوة الشخصية وأن الإنسان الطيب النزيه هو إنسان ضعيف وهذا كله يتنافى مع حقيقة القائد أو رائد الجماعة الذي يجب أن يتسم بصفات الحلم والأناة ونكران الذات ويكون لديه القدرات على مساعدة الآخرين على عدم ارتكاب الأخطاء وليس محاسبتهم ودائما ما يتصف القائد بالتسامح والعفو عند المقدرة وهذا الشيء الذي يفتقده الصغار والضعفاء الذين يبحثون عن أي فرصة للانتقام والإقصاء مع أي شخص يواجههم أو يختلف معهم وهذا الأسبوع شهد ثورة إعلامية بسبب تصرفات وممارسات الاتحاد الآسيوي الذي ينطبق عليه قول الشاعر العربي:
إذا كان رب البيت للدف ضاربا
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
فماذا يمكن أن يفعل صغار العاملين بالاتحاد الآسيوي إذا كان رئيسهم (ابن همام) يتصرف بهذه الأساليب التي تدل على ضعف شخصيته وليست قوة وهو الآن يعيش ضعفاً واضحا يحاول من خلال بعض الممارسات الخاطئة أن يغطي ذلك الضعف ولكنه للأسف الشديد لم يعرف الطريق الصحيح لأنه ببساطة لم تكن لديه الآلية والمرجعية التي تجعله قادرا على تحقيق أهدافه وغاياته فهل الغاية الحقيقية التي يبحث عنها (ابن همام) هي الانتصار للذات وتقريع الخصوم والإساءة لهم ومن ثم البقاء في المنصب لسنوات طويلة وماذا عسانا أن نستفيد من بقائه في هذا المنصب طالما أن البقاء على الكرسي أهم من تحقيق المكتسبات والإنجازات، ماذا يضير ابن همام.. لو اعترف مثلا بالأخطاء واعتذر وحاول الإصلاح واستغل الوقت الطويل والمهدر في التخطيط والرد على من انتقدوه بدلاً من التصرفات العشوائية وغير المسؤولة.
ـ في الجانب الآخر.. نحن نعرف الأمير سلطان بن فهد فهو شخصية طيبة جدا والكل يحبه ومن يقترب منه أكثر يشعر بهذه الطيبة التي تحب الجميع ولا تضمر الحقد والكراهية أو الانتقام لأحد.. لكن هل يعني أن القائد الطيب والمحب للخير لابد أن يجامل ويسكت عن الأخطاء "إن الساكت عن الحق شيطان أخرس".. فالأمير سلطان طوال سنوات مضت وهو يمارس التعامل بمثالية وواقعية وإيجابية على جميع الأحداث الرياضية سواء كانت داخلية أو خارجية ولم يستغل سلطاته يوما لقمع من يختلف معهم ولكن لابد من تقويم المعوج وللصبر حدود ولابد من وضع النقاط على الحروف لانتزاع حقوقنا المسلوبة خاصة تلك الأخطاء التحكيمية القاتلة والتي تثير الاستفزاز ولابد من اتخاذ موقف يعيد ترتيب الأمور وهو الشيء الذي لم يستوعبه ابن همام وحاول تغطية ضعفه والضغط النفسي الذي يعيش فيه من خلال الدفاع عن أخطائه بدلا من علاجها ولعل الجرأة التي أوصلت ابن همام لتجاوز حدود اللباقة ليس لعدم وجود ممثلين أقوياء لنا في الاتحاد الآسيوي لكنه جاء بسبب عدم التوحد ووجود اختلافات كثيرة في الوسط الرياضي وانتشار التعصب الذي أخفى الحقائق وأوجد الصراخ والعويل والتظلم وهو ما جعلنا جميعا ننسى أخضرنا الحبيب الذي يواجه كوريا الشمالية غداً في مواجهة صعبة لكنها ليست مستحيلة فالأخضر في نظري هو الأفضل فنياً وإذا مارس الجوهر الضغط المبكر سيكون الفوز حليفنا لأن الأرض والجمهور عاملان قد يتسببان في توتر الكوريين خاصة أن الكرة السعودية لها مكانتها وهيبتها في قلوبهم.. والفوز السعودي مهم جدا لتجاوز كل هذه العقبات والحسابات والشعور مبدئيا بالطمأنينة والأمان.