2009-03-24 | 18:00 مقالات

الأخضر والطموحات الصعبة

مشاركة الخبر      

بعد أيام سيواجه الأخضر اختباراً صعباً وقوياً يتمثل بمواجهة المنتخب الإيراني على أرضه وبين جماهيره العريضة والتي ستحضر بكثافة كبيرة لمشاهدة المنتخب السعودي وهو يلاعب منتخب بلادها حاملة نفس الطموحات التي نشعر بها تجاه منتخبنا الأخضر الجريح، والجماهير الإيرانية إذا استطاع نجوم الأخضر التعامل معها باحترافية وذكاء وثقة في النفس وهدوء في التعاطي والتعامل معها فستكون لصالحنا وليست ضدنا وسينقلب السحر على الساحر ويتحول الجمهور من داعم معنوي لآخر عكسي بسبب الضغوط النفسية على لاعبيه وهذا لن يتحقق ما لم يشعر اللاعب السعودي أنه الأفضل سواء لعب على أرضه وبين جماهيره أو حتى عكس ذلك وأيضا أن الفوز والخسارة واردتان في عالم كرة القدم، فالفوز صعب ولكنه ليس مستحيلا والتأهل لنهائيات كأس العالم يريد منتخباً يفوز على أرضه وخارجها وهنا أهمية التوازن الانفعالي والنضج العقلي واستقرار الروح وهدوء الأعصاب لدى الأفراد في المنتخب بينما الاستقرار التدريبي والثبات على تشكيلة واحدة واعتماد طريقة أساسية في التكتيك يؤدي إلى وجود هوية وشخصية لدى الأخضر تساهم في استقراره وتقديمه للعطاء المستمر المبني على أرضية صلبة وقوية وليست على بنية تحتية ضعيفة تستخدم أساليب التحفيز وشحذ الهمم على حساب التخطيط المدروس القائم على أساليب علمية طويلة المدى.
ـ التجربة الودية الأخيرة للأخضر أمام الأشقاء في المنتخب العراقي لم تظهر المستوى الفني الجيد والمطمئن وهذا طبعا بديهي بحكم أنها أول مباراة يخوضها المنتخب مع (بسيرو) وأيضا كونها مباراة تجريبية يحاول المدرب من خلالها تلمس كوامن القوة والضعف وتحقيق أكبر قدر ممكن من التفاهم والانسجام وقد ظهرت أخطاء واضحة في خط المقدمة وعدم تفاهم صناع اللعب مع المهاجمين والاعتماد على العمق في الوصول إلى شباك الخصم الذي أجاد في قفل منطقته بشكل قوي وهنا لابد من الانتباه إلى قدرات الإيرانيين الدفاعية والمعتمدة دائما في أساليبها على تضييق الخناق وقفل المنافذ وهذا لابد أن ينتبه له "بسيرو" ويعتمد في تحركاته على السرعة والكرات القصيرة والغزو عن طريق الأطراف والاعتماد على لاعبين سريعين في خط المقدمة مثل هزازي والراهب والاستعانة بمالك معاذ وناصر الشمراني في تدعيم هذا الخط، وكنت أتمنى أن نستفيد من اللقاءات التجريبية بحيث يشارك فيها اللاعبون الذين سيلعبون المباراة لأن المباراة الودية للاعبين وليست لاسم المنتخب فماذا نستفيد من تجربة ودية يشارك فيها لاعبون لا يكونون في التشكيلة الأساسية.. بينما يحل آخرون لم يشاركوا ويتصدرون القائمة التي ستلعب المباراة الرسمية.