2009-05-19 | 18:00 مقالات

الانضباط والتربية

مشاركة الخبر      

في المباراة الختامية التي تشرف فيها الجميع بحضور خادم الحرمين الشريفين ظهرت المباراة بروح رياضية عالية رغم الحضور الجماهيري الكبير، ولم تظهر خلال المباراة أي ممارسات أو تصرفات سلوكية خارجة عن الروح الرياضية خاصة من الجماهير الحاضرة، وقد تحدث الكثيرون عن أهمية لجنة الانضباط في إصدار القرارات الحازمة والمشددة على الأندية التي يصدر من جماهيرها تصرفات وسلوكيات خارجة عن الأدب أو الذوق العام، وقد حمل البعض لجنة الانضباط الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الخروقات لعدم التشديد في العقوبات والتأخر فيها، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن السبب والحل في هذه القضية ليس لجنة الانضباط وإنما هي ثقافة وتربية المجتمع وهنا تتداخل عدة عوامل لبناء هذا المجتمع ومن أهمها التربية والتعليم والتي عليها مسؤوليات كبيرة في التصدي للظواهر السلوكية الخاطئة في المجتمع خاصة بعد أن غزت القنوات الفضائية البيوت والعقول والأفكار فيكون الشخص منحرفاً سلوكيا.. إما للتطرف والتشدد والغلو وكراهية الآخرين أو الانحراف عن الأخلاق والمثل والقيم والدين ويكون عالة على المجتمع وعلى أسرته فيكون عنصراً من عناصر الهدم وليس البناء، وقد كان للتعليم في القصيم تجربة فريدة في رفع مستوى المجتمع بزرع الوطنية الصادقة في نفوس الناشئة باستغلال الأنشطة اللامنهجية وإشراك هؤلاء الطلاب في هذه المناشط وقد حققت إدارة التعليم بالقصيم تميزاً ملحوظاً بدعم وتوجيه من أميرها المحبوب فيصل بن بندر الذي أولى قطاع التعليم أهمية كبرى وقد تمكن ربانها الماهر ومدير التعليم في المنطقة فهد الأحمد من رفع مستوى الأداء وتحقيق الاستقرار النفسي بالتواصل مع الجميع في كل صغيرة وكبيرة حتى تحولت المدارس إلى ساحات تدريبية تصقل المهارات وتدعيم للنفسيات وتبرز المواهب وتقضي على التوتر والاحتقان وتزرع بذور الأمل والتفاؤل وحب الخير في نفوس الصغار والكبار ولهذا كان للتعليم وللأحمد دور مهم وبارز في القضاء على الأفكار الإرهابية الهدامة وعلى بعض التكتلات غير التربوية حتى صارت القصيم مضرباً للمثل في التحولات الاجتماعية السريعة والقفزات الهائلة.
ـ التربية والتعليم هي الأهم في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة كل التغيرات الاجتماعية، فهناك مجتمعات تلتزم النظام والأدب والأخلاق في تعاملاتها دون أن يكون هناك مراقبة أو ضبط من قبل الشرطة أو أي جهاز آخر، هذه هي التربية الحقيقية التي تقوم على ضبط النفس واستقرارها والتصرف السوي والسليم دون أن يكون هناك قمع أو محاسبة، إننا بحاجة إلى إصلاح المجتمع من الجذور وعندها لن نحتاج إلى لجنة انضباط.