الثقة وفقدان الأمل
إذا لم يتعامل لاعبو الأخضر مع باقي اللقاءات بجدية وقوة وعدم تفريط فإن الأمور قد تسرق في لمحة بصر ونخسر فرصة التأهل بعد أن وقعنا بين مطرقة فقدان الأمل وسندان الثقة الزائدة بالتأهل وهذا طبيعي نتيجة التعامل مع الأحداث بانفعالات وإسقاطات دون تحليل وتقييم، فعندما يخسر الأخضر تسن الأقلام والألسن لمهاجمة كل شيء ومعاقبة أي شخص له علاقة بالمنتخب وكان الله في عون المسؤولين في تحمل هذه السهام التي تطول كل شيء بينما تتحول ليالينا إلى رقص وأفراح وطبول وأهازيج في حالات الفوز، وقد يقول البعض إن هذا نتاج طبيعي لحالات الفوز أو الخسارة وهذا يحدث في جميع الميادين العالمية التي تفرح عندما تنتصر وتحزن عندما تخسر لكن ليس بالطريقة المرضية السلبية التي تمارس من أشخاص متحملين المسؤولية في مواقعهم كان عليهم أن يكونوا عنصرا مساعدا من عناصر تقييم الأداء والعمل وليس مع " الخيل يا شقراء" والاندفاع مع انفعالات الجماهير والطيران بالعجة!
ـ التوازن في التعاطي والتعامل مع المباريات مطلب مهم جدا.. يبدأ من الجماهير في المدرجات أو التي خلف الشاشة وينتهي بالمسؤول الكبير وهذا التوازن يساعد اللاعب على ثبات مستواه الفني واستقراره النفسي وقدرته على تفجير طاقاته بصورة تساعده على تحقيق النتيجة الإيجابية الأفضل دون تردد أو اندفاع بعيداً عن الثقة الزائدة أو القلق غير المبرر فيبقى الأداء ثابتاً في جميع الأحوال وإن ظهر تغير في المستوى فلا يكون بطريقة كبيرة وهذا طبعاً سيساعد على وجود هوية وشخصية للأخضر ثابتة مع تغير الظروف والأجواء والموقع وقد ذكرت ذلك قبل مواجهة كوريا الجنوبية في الرياض.. إن الاستقرار يعني تقديم الأفضل بعيدا عن الظروف السلبية والإيجابية فقد نخسر من كوريا في الرياض ونهزمهم في سيئول وقد يتعادل معنا الإيرانيون في الرياض لكننا قد نحقق الفوز في طهران والسبب أن الأجواء والظروف الإيجابية إذا لم يتم التعامل معها بطريقة علمية صحيحة فإنها قد تؤدي إلى أثر عكسي، فالمبالغة هي العنصر السلبي دائما والذي لا يسمح بتحقيق نتائج قوية مبنية على أسس وبنية تحتية صلبة وقوية.. فبالأمس كان الأكثرية قد سلموا بفقدان فرصة التأهل بل وصلتني رسائل على الموقع الشخصي تتهكم في تفاؤلي المفرط في تجاوز الصعوبات وقلب الطاولة وتحقيق الأمل مؤكدة تلك الرسائل أن تحقيق الفوز على إيران في طهران معجزة كبيرة.. وهذه النظرة التشاؤمية حينما تأتي من الجماهير قد تكون مقبولة رغم أنها سلبية وخاطئة لكن المصيبة حينما تأتي من أشخاص معروفين لهم مواقعهم ورأيهم يجد القبول لدى الجماهير الرياضية.