2009-06-23 | 18:00 مقالات

الصعود للهاوية

مشاركة الخبر      

التعامل السلبي مع التعادل السلبي قد يخسرنا فرصة التأهل عن طريق الملحق إذا واصل البعض فرد العضلات ومهاجمة الآخرين وتقزيم العاملين وتكميم أفواه المحبين وتحويل الانتقادات إلى عويل وصراخ وبكاء فنحن لسنا بحاجة إلى الإسقاطات المرضية (وفش الخلق) بقدر ما نحتاج إلى تأنٍ ودراسة للأخطاء وإصلاحها وعلاج وتقويم المعوج والنظر للمستقبل بروية وهدوء وتأنٍ بعيداً عن الانفعالات والانفلات في الأقوال والأفعال وما حدث في لقاء كوريا الشمالية يحدث لجميع منتخبات العالم ولكن من خلال نظرة شمولية لثقافة اللاعب السعودي وتأثره البيئي والاجتماعي وقدرته على تجهيز نفسه بنفسه بعيداً عن المدربين أو الإداريين أو حتى الأخصائيين فمن يستطيع أن يهزم إيران في عقر دارها كان عليه أن يتجاوز كوريا الشمالية على أرضه وبين جماهيره وهذه النظرة هي التي أفسدت عقلية اللاعب السعودي وحتى الرياضي الذي صار يقيس الأمور بمقاييس خاطئة كنت قد حذرت منها سابقاً وأشرت إلى أن اللاعب السعودي يملك العقلية الكروية الفنية لكنه يحتاج إلى مهارة التعامل مع الأحداث وتغيراتها فلا يكون واثقاً وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره ولا يصاب بالاضطراب والارتباك حينما يلعب خارج أرضه وبين جماهير الخصم، وعندما يصل اللاعب السعودي إلى هذا النضج لا شك سيكون قادراً على تقديم مستويات رفيعة وثابتة تؤهله دائماً للاستمرار في العطاءات وإلا لحققنا إنجازا اليوم وخسرنا بنتيجة كبيرة غداً طالما لم يحدث الثبات والنضج والاستقرارية والوعي، فكرة القدم ليست مجرد ركض ومهارة داخل أرض الملعب لكنها منظومة متكاملة حينما تتكامل يحدث النجاح.
ـ عدم تحقيق الفوز على كوريا الشمالية كان السبب الرئيسي فيه تشكيلة بسيرو وتغييراته لكن الأهم هو الوقوف الحقيقي من الجميع مع المدرب واللاعبين وتجهيزهم نفسياً لتجاوز عقبة البحرين والتي ستكون عقبة صعبة جداً فالبحرين سيكون أصعب فنياً من كوريا الشمالية لكنه لن يكون أصعب في تحقيق الفوز، ولهذا علينا جميعاً أن نتعامل مع هذه المواجهة بشيء من التروي والحكمة وعدم الاندفاع حتى يتمكن المدرب من مراجعة حساباته بكل هدوء بعيداً عن التشنج والتسرع والتخبط الذي قد يزيد الأمور تعقيداً.