زامر (الرياضية) لا يطرب
لو قامت وزارة الإعلام ممثلة بوزيرها بالاستعانة بالخبرات الأجنبية والمستشارين لتقديم قناة رياضية متخصصة للمجتمع السعودي تكون بمستوى الطموحات والإمكانات المتاحة ثم قام المستشارون بتقديم قناة أقل كثيراً من قناتنا الرياضية الحالية لقام البعض بنشر قصائد المديح تهليلاً وتكبيراً، ولتجاوز هؤلاء عن كل الأخطاء والسلبيات بل البعض قد يرى أخطاء الأجانب إيجابيات يجب أن يتم تقليدهم عليها دون أن يكون لنا فرصة الابتكار والتجديد بما يتواكب مع التطور السريع في العالم ومع ما يتناسب مع واقع وتركيبة المجتمع السعودي.. لكن وزارة الإعلام استعانت بأبناء الوطن وخبراته الإعلامية فجاءت بالزميل عادل عصام الدين الذي حول القناة إلى ورشة عمل حقيقية لإنتاج إعلام حقيقي متطور وناضج قائم على أسس وخطط إعلامية هادفة ترفع مستوى العقول وتطور الوعي وتنشر الثقافة الرائعة وتشجع على حب الوطن ونبذ التعصب فأتاح الفرص للجميع للعمل تحت شعار تقديم الفائدة والتسلية للمشاهدين، وقدمت القناة برامج متنوعة أثرت الشارع السعودي وأفادته، بل امتد ذلك ليتجاوز إلى العقول العربية التي صارت تتابع بشغف خاصة البرنامج الشهير (99) الذي ساعد على حل الكثير من المشاكل عن طريق الطرح الجريء والصادق من مقدمه صلاح الغيدان والجهد المبذول من إعداد فقراته لينضم إلى برامج مختلفة جذبت أنظار المشاهدين أمثال (كل الرياضة والمساء والدليل القاطع وخارج الملعب والأستوديو التحليلي وما قبل المباراة وبرنامج الحصاد) وكلها برامج على الهواء مباشرة بالإضافة إلى تقديم برامج مسجلة مثل عشاق الرياضة وأجواء سلاوية وميادين وصوت الشباب وشباب الجامعة والتقرير بالإضافة إلى برامج وثائقية مختلفة وأستديوهات لتحليل وتغطية المناسبات الرياضية، والآن نشاهد برامج جديدة تقدم لأول مرة كأسلوب تطويري وتنويعي متميز قل أن تجده في الكثير من القنوات التي تستمر على نمط وأسلوب واحد يصيب المشاهد بالاكتئاب من تكرار الأفكار والبرامج.
ـ القناة تتميز بحركة عمل دائبة أشبه بخلية النحل ويبرز في هذه المنظومة الجميلة اسم الإعلامي الكبير صالح الورثان الذي جمع في شخصيته بين أكاديمية العمل الإعلامي وبين خبرة السنوات الطويلة كواحد من أبرز الكتَّاب الذين أثروا الساحة بموضوعات جريئة وقوية في الصحافة ترجمها إلى واقع إعلامي مشاهد وهنا تظهر أهمية التحصيل العلمي والخبرة الإعلامية في الشخصية الإعلامية حتى تكون نتائج ذلك مادة إعلامية متكاملة ترفع مستوى الوعي وتزيد من الذوق العام لدى المتلقي فترفع المشاهد إلى مستويات رفيعة بدلاً من الهبوط بالطرح الإعلامي لمستوى شوارعي غير لائق ولكنه من أجل تحقيق مكاسب وقتية ومادية في استقطاب أكبر عدد من المشاهدين.