طريق العالمية
يعتقد كثير من الناس أن الحكومات والأموال قادرة على صناعة الإبداع في كرة القدم ولو كان كذلك لحققت اليابان والصين وإندونيسيا كأس العالم ولنافست الهند وماليزيا ومكاو على تحقيق كأس آسيا ولتراجعت البرازيل عن السيطرة على بطولات العالم وتضاءلت آمال إيطاليا وإسبانيا والأرجنتين وألمانيا في مسابقة الذهب ولسيطرت أمريكا على العالم في كرة القدم ولكن الإبداع لا يمكن أن يصنع أبداً والموهبة أيضاً لا يمكن أن تشترى بالأموال لتوزع على الآخرين لكنها تتطور وتدعم وتنمى وتقنن بحيث تتفجر وتحقق الظهور والبروز ولا بد من وجود عوامل كثيرة ومتداخلة يمكن أن نذكرها الآن ويمكن ألا نستطيع حصرها تمتزج مع بعضها البعض لتشكل منظومة متكاملة ومعادلة متوازنة تكون نتيجتها بالأخير تحقيق الإبداع وعندها الحصول على النتائج والامتيازات.
فالبيئة الاجتماعية لها دور كبير في تحقيق الأرضية المناسبة للإبداع أو عدمها والأهم هو التربية الخصبة الصالحة ومن ثم تأتي أدوار أخرى من الرعاية والاهتمام في وجود الأماكن المناسبة التي ينتج فيها الثمار ويحافظ عليه ليتم الاستفادة منه بالشكل الصحيح.
ثقافة المجتمع المعرفية والخبراتية من أهم الأسباب التي تؤدي للإبداع وتأتي نظرته إلى الحياة وأسلوب تغذيته وانتظام حياته البيولوجية في ساعات النوم ومواعيد الأكل عوامل مهمة جداً بالإضافة إلى حالات الطقس التي قد تساعد الأشخاص على ممارسة التمارين بشكل قوي وجدي وقد يكون العكس وفي بطولة القارات ظهرت مفاجأة أمريكا الكروية بعد أن كان هذا الاسم غائبا لسنوات طويلة عن إيجاد اسمه بين العمالقة، فما الذي يجعل دولة كبيرة وغنية وتسيطر على العالم لا تستطيع أن تقدم منتخباً يكسر الحواجز ويحقق بطولة العالم وأمريكا تتمكن من تحقيق كأس العالم حينما يصحو الشعب الأمريكي من غفوته ويهتم ويحب ويعشق كرة القدم عندها أراهن أن كأس العالم ستكون أمريكية مستقبلاً وهذا ما ينطبق على الكرة السعودية فانخفاض المستوى الفني أو ارتفاعه في المستقبل يعود إلى عوامل تخص المجتمع قبل كل شيء، فالدعم المادي والمنشآت الرياضية كلها موجودة واهتمام المسؤولين لا حدود له ولكن هل ذلك كاف لتحقيق الطموحات؟ وهل نستطيع مستقبلاً أن نحقق كأس العالم؟.. أظن أن أسرع طرق البناء هي إيجاد قاعدة صلبة وقوية عن طريق دمج التربية بالرياضة.