"القتل مدحا أو قدحا"
نحن مجتمع عاطفي، نعشق المبالغة عند التعبير عن مشاعرنا؛ ففي حال الفرح نجعل الكون صافيًا ناصعًا لا لبس فيه ولا نكد، وفي حال الحزن نقلبه أسود مظلمًا لا أمل فيه ولا حياة..
هذا الأمر يشمل كل مناحي الحياة، حتى بتنا نعشق جلد الذات حتى الثمالة؛ فالأمور الإيجابية في مجتمعنا يغض الكثير الطرف عنها وكأنها غير موجودة، لكن السلبيات تظهر على السطح ونلوك بها حتى يصيبنا الإحباط؛ فلا نرى ضوءًا في النفق المظلم، رغم أن المكان باحة مفتوحة وليس نفقًا، والضوء يملأ الأرجاء..
ليلة أمس الأول كنا نمني النفس بالذهاب إلى روسيا، وكانت طموحاتنا تعانق السماء؛ فهي في متناول اليد، بل إن بعضهم كان يرى الأمر سهل المنال هشًّا بشًّا هيّنًا ليّنًا؛ فكل ما على لاعبي منتخبنا الفوز في لقاء العين على منتخب الإمارات، ومن ثم الانتظار أسبوعًا آخر عندما يحضر منتخب "الساموراي" ليخوض نزال العمر من أجل "فرحة وطن".
لكن ما حدث في ملعب "العين" أبكى القلب قبل "العين"؛ فما شاهدناه كان ضعفًا على كل المستويات.. البداية بسوء تهيئة نفسية؛ فاللاعبون ما بين التشنج والاستهتار، وما قام به الفرج أثناء النشيد الوطني دليل على الجزء الأخير من المعادلة، في حين أن الجزء الأول ظهر في كل أوقات اللقاء.
ثم في سوء اختيار التشكيل المناسب من قبل المدرب الداهية "مارفيك"، الذي خذلته قناعاته وأدواته تلك الليلة تحديدًا، وكنت أتمنى مشاركة "ناصر" مهاجمًا وحيدًا لاستغلال عامل سرعته مقابل الضعف الواضح المتمثل في بطء لاعبي العمق الدفاعي عند المنتخب الشقيق، بدلاً من السهلاوي البطيء.
وحين رغب في التدخلات في الشوط الثاني أخرج الثنائي الأبرز "نواف ويحيى" وأبقى الثنائي المتفرج "تيسير والفرج".. ناهيكم عن ضعف عطاء "الروح" التي كنت قد طالبت بها قبل اللقاء بيوم هنا في الهاءات الثلاث، تحت عنوان "رسالة السويق واضحة"، ولكن يبدو أنني أخطأت في العنوان، ولا أعني عنوان المقالة، بل عنوان "المرسل إليه"..
الهاء الرابعة
نركض ورى الدنيا وهي أصلاً حطام
وتفكيرنا في المال ما هو بالأجر
نصحى على صوت المنبه للدوام
لكن صوته ما يصحينا الفجر