الأهلي .. حلم مصري فاخر
في بعض الأحيان تجد أن المقارنات مع التجارب المتقدمة كروياً على مستوى العالم تسهم في زيادة الإحباط، وتُعقد الأمور أكثر، وهي المرحلة التي أشعر أنني بدأت أستسلم لها، إذ ليس المطلوب أن تكون أنديتنا مثل الإسبان والإنجليز والألمان والطليان، ولا حتى الفرنسيين ومن هم أقل في أوروبا أو أمريكا الجنوبية. لن أبتعد كثيراً أريد أن تكون أنديتنا مثل الأهلي المصري بكل ما فيه من عراقة وتنظيم، وعمل فني وإداري، وتخصص في جميع إداراته. الأسبوع الماضي سعدت بالتواجد في مقر النادي الرئيسي في القاهرة وهو أحد 3 مقرات للنادي في القاهرة فقط، خلاف أكثر من 15 أكاديمية كروية موزعة على المحافظات المصرية. هذا النادي برغم جملة من الظروف التي مر بها طوال تاريخه لايزال يحافظ على صورته الزاهية، ومسيرته البطولية التي لم تتوقف، والتي وضعته فريق القرن في القارة السمراء، خلاف المشاركات المميزة في بطولة العالم للأندية. اكتشفت أن النادي خلاف مقراته الثلاثة، لديه أكثر من 3 رعاة يدفعون أكثر من 150 مليون جنيه سنوياً (80 مليون ريال)، وعدد أعضائه المسجلين في كشوفاته يفوقون 400 ألف عضو، يدرون على النادي سنوياً دخلاً يصل إلى 120 مليون جنيه مصري، خلاف العضوية الجديدة التي لم تعد موجودة، ويحتاج الراغب في عضوية النادي العادية أن يدفع ما لا يقل عن 120 ألف جنيه مقابل تنازل أحد الأعضاء الحاليين عنها. النادي لديه أكثر من 20 لعبة، وقناة تلفزيونية خاصة غير مشفرة تنقل جميع مواجهاته، خلاف صحيفة أسبوعية خاصة بالنادي يُطبع منها مليون نسخة، كما أن داخل مقره مجموعة مطاعم، ومتجر خاص للنادي، وصالات للاجتماعات، ومسابح، وصالة حديد يتناوب عليها الجنسان، وجملة إمكانات يتميز بها الأهلي وحده. الممارسة الاحترافية الجميلة أن جميع حقوق النادي مباعة مقابل مبالغ مالية ممتازة تحمي النادي من شر تسول أعضاء الشرف، إذ لايوجد عندهم ما يسمى بأعضاء الشرف، لذا لايشكو النادي ومنسوبوه من تأخر مرتباتهم أبداً أبداً. النادي لديه قائمة إدارات مختلفة، منها بما يختص بتعاقدات اللاعبين من الخارج، ومنها ما يختص بتسويق نجوم الفريق، وإدارة إعلامية محترفة يرأسها الزميل جمال جبر تمنع منعاً باتاً دخول الإعلاميين أو تصويرهم لتدريبات الفريق أو إجراء أحاديث إعلامية، إذ إن جميع أخباره الإعلامية، صور تدريباته، حتى لقاءات نجومه وطاقمه الإداري أو الفني غير متوفرة للقنوات التلفزيونية إلا بمقابل مادي كبير نسبياً، ورغم ذلك تجد قبولاً وحرصاً. هذه الزيارة اثبتت لي أن الأحلام تتحقق إذا كنت تمتلك الرؤية، وأن النتائج الإيجابية بالإمكان تحقيقيها إذا تواجد الفكر، وفريق عمل مخلص كل همه رفعة اسم النادي، والمحافظة على صورته الجميلة. أعتقد أننا هنا بالإمكان أن يكون لدينا أكثر من أهلي، شريطة أن يتم نسخ التجربة أو تطويرها، والاستعانة بالخبرات التي تمتلك التجربة والتأهيل والمعرفة وقادرها على نقلها لنا، بدلاً من الوقوف موقف المتفرج من كل تجربة ناجحة، ووضع قائمة عراقيل، والأكثر إيلاماً هو التفرغ للتمني الذي لايحقق المنجزات.