2016-12-17 | 04:37 مقالات

نور والمنشطات

مشاركة الخبر      

ـ محمد نور أسطورة محمد نور تناول المنشطات محمد نور بريء محمد نور يعاقب محمد نور يستأنف.

 

ـ فيلم له أكثر من قصة وله أكثر من بطل وله أكثر من فصل كما له ضحية مؤلمة اسمها القانون ولجان حاولت أن تتماهى بقرارات تكسر هذا القانون لكنها في الأخير رسبت في محكمة (CAS).

 

ـ نعلم ويعلم معنا كل من يعشق محمد نور بأنه أسطورة ونجم يصعب تكراره بين يوم وليلة مثلما نعلم أن هذه القضية التي طالت بين مد المحاماة وجزر الإدانة جاءت في خط نهايتها لتكشف لنا حقيقة كيف نتعامل مع القضايا وبأي قرارات نغلق ملفاتها علمتنا أن اللاعب النجم يختلف عن البقية وعلمتنا أن النادي صاحب الصيت والجماهيرية والذي تسنده كتيبة إعلامية هائلة مغاير كما وكيفا عن ذاك الآخر الذي يصنف على أنه محدود القوة والقدرة وعلى رأسه تقع ضربة العقاب.

 

ـ صحف وبرامج أخذت على عاتقها دور المحاماة عن محمد نور ودور الدفاع عن قضيته بذريعة التاريخ والبطولات والنجومية ولم تكترث لا للقانون ولا للوائحه ولا بأهمية أن يكون له ميزان عادل وجب احترامه بل بالعكس رمت بكل ذلك عرض الحائط لكون القائمين عليها يتحركون كمشجعين متعصبين لا كإعلاميين محايدين وهنا تحديدا تكمن المأساة.

 

ـ حضرت هذه الوسائل مع محمد نور وأسقطت من كل حساباتها غيره لم نجد لها صوتا مع علاء الكويكبي ولا همسا مع أحمد عباس ولا عاطفة مع حسين التركي بل على النقيض فهؤلاء الذين ارتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبه اسطورة النصر والاتحاد تم وضعهم ووضع قضيتهم مع المنشطات في خانة الهامش وهي انتقائية فاضحة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن ثقافة القانون واللجان والإعلام تعاني المرض وتحتاج إلى صدمة كهربائية كتلك التي قدمتها لنا ولهم محكمة التحكيم الرياضي (CAS).

 

ـ مؤسف أن نصبح جميعا شركاء في تشويه القانون ومؤلم أن نستمر في بسط نفوذ الانتماء والعاطفة والطبقية الرياضية المخجلة التي تفاوت بين جرم وجرم وبين نجم ونجم وبين فعل وفعل.

 

ـ عقوبة الأسطورة نور صادمة ليس لمن يهوى نجوميته وتاريخه وأرقامه بل صادمة لمن يؤمن بأهمية وضرورة وهيبة القانون ذلك أن حيثيات القضية من بدايتها وإلى حيث خط نهايتها كشفت كل الحقائق حول رياضتنا ولجاننا وإعلامنا.

 

ـ نتمنى هذه المرة أن نستوعب من القضية والقرار ونحلم في مستقبل مغاير يأتي ليؤسس مرحلة احترافية يسندها القانون وتغيب فيها الارتجالية وتزاح عن طريقها التناقضات، أقول هذا ما نتمناه ونحلم بتحقيقه أما أن نغلق الملف دون استفادة فيعني ذلك أننا (فاشلون) وسلامتكم..