الكابتنية لمن تكون؟
في مسيرة المنتخب هناك وسائل قفزنا عليها وأخرى مساندة تجاوزنا حدودها لنقف مثلما يقف صوت متعصب في أعلى المدرجات.
ـ فها هو المنتخب يعود ويقترب من خوض مهمته الرسمية فلا نجد أكثر من شارة الكابتن كي نعطيها من الطرح ما يصل إلى تلك الدرجة التي تثير في نفوس الواعين الغضب أو لتلك الثانية التي تحرك سكون المتعصبين فنعود إلى زمن لم يعد له معنى في واقع اليوم.
ـ أقلامنا التي يفترض أن تدعم وتساند وتأخذ بالمنتخب وبأيادي لاعبيه ومدربه انحازت للهوامش فباتت كداء خبيث آلامه تتزايد وخطورته تكبر والعلاج في غياهب المجهول.
ـ مثل ما نتحدث به على الورق لا يجدي نفعاً بل على العكس لن نبالغ إذا ما قلنا إنه مشكلة ومعاناة الخارج منها قد يحبط الهمم ويهزم الثقة ويحول كل طموح يراودنا إلى فشل وإخفاق ووداع مر لمنتخب لو منح الوفاء بالتزام الكلمة الصادقة التي ترشده وتدله وتعينه فهو قادر على أن يكسب الخصم ويعلن التأهل ويغادر مع كبار العالم إلى حيث مكان الحدث ومكان المناسبة.
ـ ماذا نعني بالطرح عندما نتحدث عن القائد ومن يكون ويا ترى لماذا نحن دائماً عشوائيون ندور في عمق الفراغات ولا نقدم سوى إثارة مبتذلة سرعان ما يرمي بها القارئ في سلة المهملات وتحت (قدميه) إن لزم الأمر؟
ـ يا أصدقاء الحرف إن حمل ياسر القحطاني تلك الشارة فهو يستحق وإن منحت لحسين عبد الغني فهو جدير بها فلا تجعلوا من هذه الحالة قضية ولا ترسخوا المضمون فيها على طريقة المتعصبين الذين بكلمة وصوت مرتفع غالباً ما ينسفون مقدمة الطموح ووسيلة النجاح فنعود معهم إلى مواقع الظلام بلا هدف وبلا غاية.
ـ أيام هي المتبقية لدخول المهمة مهمة إيران وإذا لم نفكر في كيف نساند وندعم ونغرس في وجدان اللاعبين حماس الانتصار والمكسب فمعنى ذلك أننا مذنبون والذنب الذي قد نقترفه بأقلامنا قد لا يغفره لنا الزمن وقد لا يغفره لنا جيل اليوم ولا حتى جيل الغد المنتظر.
ـ القلم أمانة والكلمة أمانة والمنتخب غال على الجميع ومن هنا يجب أن نروض المتعصبين ونكتب بوعي العاقل ومتى ما تعاملنا وفق هذا المعنى فلا أخفيكم بأن هؤلاء الذين اختارهم ناصر الجوهر وراهن عليهم وقدمهم لقائمة المنتخب قادرون على أن يجددوا حضور الماضي في مشهد الإبداع والرقي ويصبحوا بالمستوى والنتيجة على هرم تلك المجموعة وعلى تلك الرحلة التي تطير من أجواء آسيا إلى أن تهبط في محيط الأفارقة بإذن الله.
ـ وأخيراً القادم صعب والصعب يحتم علينا توفير الوسائل الصحيحة إعلامياً ومعنوياً وفنياً وجماهيرياً وإذا ما أردنا للمنتخب النجاح فعلينا تجاوز المثير المريب المتعصب وبناء صف واحد يكون أقرب الأقربين لنجومه .. وسلامتكم.