2017-07-17 | 02:49 مقالات

"بين الحبسي وبريتوس"

مشاركة الخبر      

ضرب من الجنون حين يحكم شخص على أمر مستقبلي، حتى إن كانت هناك معطيات تشير إلى أي من الحكمين، خاصة عندما لا يكون الأمر المستقبلي من القواعد الثابتة؛ فالكفر نهايته نار جهنم والعياذ بالله منها ومن أهلها، والعكس بالعكس صحيح، ومع ذلك لا يمكن الجزم بها؛ فرحمة الله وسعت كل شيء.

 

في الرياضة تأتي مع الصيف ظاهرة الأحكام المسبقة؛ فهناك من يحزم بنجاح صفقة جديدة وهناك من يجزم بفشل أخرى، وهذه الظاهرة انتشرت في الثقافة الزرقاء، في لاعبين تحديدًا.. فالغالبية العظمى احتفى بصفقة الحارس العملاق، وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم الآسيوية، وأنجح المسيرات الكروية للاعب عربي في القارة العجوز، وأجزم كذلك بأنه اللاعب رقم واحد في تاريخ كرة القدم في سلطنة عمان الشقيقة، ومرد الاحتفاء لتاريخ اللاعب الحافل والناجح ولسيرته العطرة في الاحترافية والانضباط، ولحاجة الفريق الماسة في خانة اللعب وإلى قدراته الفردية ومستواه الكبير الثابت، ولو أن أحدًا أراد أن يتصيّد الأخطاء في مثل هذه الصفقة العالمية لذهب إلى قيمة العقد، وأنه باهظ "رغم أن الرقم المعلن منطقي قياسًا بغيرها من الصفقات"، ولكبر عمر الحبسي، وربما لأنه قد يكون تشبّع كرويًّا كما حدث مع "إيمانا"، أو أنه كسول غير مبال كـ "العربي". 

 

في المقابل لم يجد التعاقد مع المهاجم الأورجواياني "ماتاس بريتوس" نفس الوهج والأصداء، بل على العكس ظهرت أصوات تقلل من اللاعب وتصف التعاقد بـ "الفاشل"، مستندين إلى أرقامه التهديفية غير المشجعة؛ فتم التركيز على هذه النقطة السلبية وتم الحكم عليها، متجاهلين أمورًا أخرى تقف في صف اللاعب، منها أنه جاء بتوصية من المدرب دياز واختيارات المدربين في غالبها تكون صائبة، ثم إنه لاعب دولي "سبق وشارك مع منتخب بلاده تحت 22 سنة"، وله تجربة احترافية مع النادي الفرنسي العريق "ليون" استمرت لمدة عامين. 

 

منطقيًّا، لا يمكن الحكم على نجاح صفقة أو فشلها قبل خوض التجربة، وأخذ الفرصة؛ فالحبسي قد يفشل مع أنه خيار مستبعد بالنسبة لي على الأقل، لكنه بعلم الواقع جائز وبريتوس قد ينجح نجاحًا باهرًا. 

 

والنجاح والفشل محليًّا لا يرتبطان بقدرات اللاعب الفنية فقط، بل يرتبطان بعوامل أخرى منها الجوانب النفسية والذهنية والقدرة على التأقلم ووجود المحفزات أو المنغصات والعراقيل، ومن أهمها دعم الجماهير والفريق بأجمعه له، أو تشكيلهم ضغوطات سلبية عليه. 

 

الهاء الرابعة 

‏قلبي اللي من كفوفي في كفوفك

‏معك أمانة والله الله في الأمانة 

بس عطني قلبك اللي وسط جوفك

‏ودي أضمه وأرده في مكانه