"لا فجور في الخصام"
قبل لقاء منتخبنا الوطني مع نظيره الأسترالي، الذي أقيم على أرضهم وبين جماهيرهم، وقف لاعبو الفريق المستضيف "دقيقة حداد" حزنًا على ضحايا التفجير في مدينة مانشستر الإنجليزية، ورفض لاعبو منتخبنا الوقوف ليس تأييدًا لموت الضحايا ولا دعمًا للإرهاب، وإنما رفضًا للتقليد الأعمى؛ فهذا الوقوف "محرّم في ديننا"، ثم إن لنا طريقتنا وثقافتنا في التعبير عن مشاعرنا، والتي تمثلت ببرقية العزاء التي رفعتها حكومة المملكة العربية السعودية، وعبرت فيها عن حزنها العميق للحادث الأليم واستنكاره جملة وتفصيلًا.
عدم وقوف لاعبي منتخبنا تلقفته وسائل الإعلام الغربية والصحف هناك، وهو أمر غير مستغرب، لكن الغرابة هو ما قامت به "الصحافة القطرية الرياضية"، فقد عنونت بالبنط العريض صحيفة الراية القطرية "لاعبو السعودية إرهابيون"، متبنية ما طرحته الصحافة الإنجليزية وداعية له، علمًا أن ذاكرتنا ما زالت تحتفظ بالحملة الشرسة التي قامت بها ضد قطر بعد فوزها بتنظيم كأس العالم وطرح وثائق تتهم الملف العنابي بـ"الفساد والرشاوى"، وقد وقف الإعلام السعودي حينها ضد الحملة المسعورة ضد الأشقاء، رغم أن بعضها تزامن مع أزمة "2014" السياسية، التي شهدت سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، حينها لم نفجر في الخصومة ولم نتخلّ عن مبادئنا ولا ثوابتنا الدينية، ولا عن قيمنا العربية، ولا حتى عن حقوق الدم والجوار كما فعل الإعلام القطري الرياضي وغير الرياضي.
ولو أن ما فعلته الصحيفة القطرية بوسمها لاعبي الأخضر بالإرهاب عملاً فرديًّا خاصًّا بها، كان من الممكن أن نبررها بـ"غلطة شاطر"، لما اعترضنا وسجلنا موقفنا ولكن الإعلام القطري خاصة الرياضي منه، واصل الردح في نجوم الكرة السعودية وأساطيرها؛ فصحيفة "الوطن القطرية"، عنونت في صفحتها الرئيسية بعد أن وضعت صورًا لثلاثة من نجوم الكرة السعودية وهم: "ماجد عبد الله ويوسف الثنيان وفهد الهريفي"، بـ"لاعبون بلا قيم".
أتدرون لماذا وصفت ماجد عبد الله ورفاقه بأنه بلا قيم؟
لأنه وقف مع وطنه ودولته ضد ممارسات حكومة قطر التي أجمع العالم بأنها حكومة حاضنة وداعمة للإرهاب، هل كان ينتظر الإعلام القطري من لاعبينا أن يدعموا حكومة تدعم الإرهاب وتهدد أمن المنطقة أو أن يقفوا ضد وطنهم حتى ولو بالصمت، كما فعل ويفعل بعض المنتفعين من الأموال القطرية؟ ..
إن ما فعله بعض الفئات الصامتة من علماء وكتاب ولاعبين وإعلاميين هو بمثابة "خط رجعة"، حتى إذا عادت العلاقات - لا أظنها ستعود - يتبجحون بأنهم كانوا ضد وطنهم لمصالحهم الشخصية، حينها سيسقطون من أعين العقلاء والشرفاء من الجانبين؛ فمن لم يخلص لوطنه حري بألا يخلص لغيره، وحينها سيسقطون من أعين السعوديين جميعًا.
الهاء الرابعة
لا زاد ظلم الزمان وكثرت أوجاعه
بـالعزم والصبـر والحكمـه نعالجها
ما لي ورا الناس لا مطلب ولا حاجة
أرفـع يديني وأقـول الله يفرجهـا