2017-05-22 | 03:07 مقالات

"الاستثنائي نواف"

مشاركة الخبر      

‏عادة ما يردد أبناء الساحة "الفكر والمال"، بل حتى كلمة "الإخلاص"، وهي عوامل يصفون بها إدارات الأندية "الآيلة للسقوط" حاليًا، والحل ما فعله ويفعله الأشقاء في الدول المجاورة "الدمج ولا غيره"، أو تغيير أو تقليص النشاط.

 

في الموسم الماضي، تسلم الأمير نواف بن سعد دفة قيادة أكبر أندية القارة وزعيمها، بعد هزة أرضية جوية تعرّض لها، وهو القائد المحنك والخبير؛ فقد قضى جلّ سنوات عمره في دهاليز الإدارة الرياضية بين المنتخبات. والأندية حينها كان الفريق الأزرق يعاني من خللين واضحين: "أزمة مالية لم تصل إلى حد الإفلاس"، و"الابتعاد عن تحقيق الألقاب الكبيرة رغم المنافسة عليها". 

 

على الفور، شرع في حل القضية الأولى؛ فهي الأخطر؛ فأبقى الأجهزة الفنية والطبية وحتى الإدارية، وقلّص من بعض الرواتب، وتعاقد مع لاعبين أجانب فقط "إدواردو وألميدا" بديلين عن المغادرين "تياقو نيفيز وساماراس"، وفي هذه الإجراءات يظهر "الفكر والإخلاص"؛ فلو كان يحب نفسه أكثر من فريقه لقدم مصلحته الشخصية، وسعى إلى تحقيق مجد ذاتي وحمّل ميزانية النادي فوق ما تعاني، واستقطب بعض الأسماء المحلية بطريقة "يا تصيب يا تخيب"، لعله ينال بطولة أو بطولتين ترفع أسهمه، لكنها تزيد من الأزمة المالية؛ فيترك منصبه ويترك النادي في مهب الريح. كما حدث ويحدث في الأندية الأخرى خاصة المجاورة. 

 

لكن الأمير نواف بن سعد، لم يلتفت لمصلحته الخاصة، وسعى أولاً إلى إخراج عشقه من دائرة المديونيات، مع المحاولة في إبقاء الحظوظ على البطولات؛ فحقق نصف الأربع، لكنه كان النصف الأقل أهمية، ونافس على النصف الآخر وسقط في آخر المراحل؛ لعدم وجود البديل الجاهز. 

 

أعرف قصة حدثت في فترة الانتقالات الشتوية، حينما طالب اليوناني "دونيس" بمهاجم أجنبي وحدد اسمًا لامعًا، قيمته السوقية ما يقارب سبعة ملايين يورو، لكن الإدارة رفضت وأبلغته بأن هذا المبلغ سيذهب لتسديد الديون العاجلة، وفي الصائفة سيتم جلب ما يحتاج إليه الفريق.

 

انتهى الموسم دون الطموح الأزرق، وبدأت عملية التطوير الجديدة، حيث تم التخلص من نحو عشرين لاعبًا محليًّا، سواء بالتنسيق أو الإعارة، وجلب خماسي دولي يجمع بين الموهبة والانضباط، وتم تسريح ثلاثة لاعبين أجانب وتعويضهم بثلاثي جديد، نجح منهم واحد واستبدل آخر ببديل ناجح، في انتظار التخلص من الثالث. 

 

بدأ الموسم ببداية مبشرة، لكن الأمور ساءت سريعًا، حينما ظهر الجهاز الفني الجديد "معطوبًا" ويحتاج إلى إصلاح؛ فظهرت حكمة "الرئيس الاستثنائي"؛ فتحمل ضغوطات الإقالة، ثم التريّث في البحث عن بديل، حتى تم التعاقد مع الداهية "رامون دياز"، وكان ثالث ثلاثة، يتم التفاوض معهم في الوقت نفسه. 

 

بعدها بدأت عجلة الفريق في الدوران والانطلاق لمجد جديد، عاد معه " الزعيم الملكي" إلى وضعه الطبيعي؛ فجمع الدوري الأصعب في تاريخ الدوري السعودي مع كأس الملك لأول مرة في تاريخه، كل هذا التميز جاء بتوفيق من الله، ثم بتناغم جميع عوامل التفوق، ومن أهمها وجود رئيس "فاهم كورة"، أعاد الذاكرة لظاهرة الرؤساء المميزين كرويًّا، ومن أشهرهم المغفور لهما بمشيئة الله: عبد الله بن سعد وعبد الرحمن بن سعود.

 

الهاء الرابعة 

 

‏القلوب أسرار والدنيا عبر

‏والعمـر لـو طـال تاليه الرحيل

‏والخواطر كسرها ما له جبر

‏لو يعيد الوقت ماضيه الجميل