2017-02-13 | 03:37 مقالات

(العقود الناقصة)

مشاركة الخبر      

لاعب كرة القدم يشبه الطالب في المدرسة، فكل اللوائح والأنظمة تقف إلى جواره وتسانده، وتراعي نفسيته وتحفزه لتقديم الأفضل، لكنه لا يفعل، كما يحدث تمامًا مع الطلاب، فقد دمجت المناهج وخففت وتيسرت وسائل التقييم، وتمت مراعاة نفسيتهم، ومع ذلك لا يجتهدون.

 

هذه المقدمة تنطبق على الجل وليس الكل، ومع ذلك تساهم إدارات الأندية (الهاوية)، والصفة للإدارات وليس للأندية التي تدير لاعبين، مسماهم (محترفون)، وهم في الأصل لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، في زيادة (تدليل) اللاعبين، سواء بالعقود الضخمة، والتي لا تُبنى على مستوى اللاعبين، بل على الحرص على مكاسب وقتية.

 

من هذه الممارسات، التي لا تدل على الاحترافية، ولا على الهدوء والتعامل مع العقود على أنها (شريعة المتعاقدين)، فالعقود في غالبها تكون (ناقصة)، والفترة الناقصة من العقد هي الستة أشهر الأخيرة منه، خصوصًا حين ينتقل اللاعب إلى نادٍ آخر.

 

العقد يا سادة رباط رسمي محكوم بأطر لوقت محدد، وحين تكون مدته مثلاً خمس سنوات، فعلى طرفيه تنفيذ كامل شروطه ومدته، ما لم يحدث عليه تغيير يتطلب التعديل أو الإلغاء. 

 

لكن ما يحدث عندنا في كثير من الحالات، حينما ينتقل لاعب بعد دخوله الفترة الحرة غير احترافي، وتخسر إدارات الأندية هذه الفترة حين تستبعد اللاعب عن الفريق، على اعتبار أن الجماهير لن تتقبله، وهذه النقطة (عدم التقبّل) هي مربط الفرس، وواجبنا جميعًا أن نقلل من آثارها، ونؤكد تجاوزها؛ فاللاعب حين يرتبط بالعقد فهو مرتبط لوقت معيّن، وليس لـ (الاعتزال)، وبالتالي لا يمنع استكمال مدة العقد حتى آخر يوم فيه. وكم كنت سعيدًا حينما غادر سعود كريري جماهير الاتحاد بعد توقيع عقد انتقاله للهلال، بعد أن أخلص وتفانى في خدمة العميد حتى اليوم الذي انتقل فيه، وكانت جماهير الاتحاد وفية وهي تبادله التحية والتقدير. 

 

قبل أيام قليلة وقع (الصامل) عوض خميس عقد انتقاله في صفقة خرافية للهلال، جاءت بسرية تامة، وفيها عنصر مفاجأة، وبعد مراسم التوقيع ذهب لمعسكر فريقه للقاء الوحدة، لكنه وجد نفسه مستبعدًا وغير مرغوب فيه، وهناك أخبار تشير إلى تحويله للتمارين الانفرادية حتى نهاية عقده، وفي ذلك خسارتان للنادي، فهو ملزم بدفع رواتبه طوال تلك الفترة، ثم إنه سيفقده في المنافسات القوية القادمة، ويتطلب أمر مشاركته شجاعة القرار، وعلى الجماهير أن تتقبله؛ فالفائدة ستعود لفريقهم، خصوصًا أن عوض عرف عنه الالتزام الأخلاقي والالتزام الفني، وبعيد جدًّا عن المشاكل. 

 

 

الهاء الرابعة 

‏لا قام يرسل بحر ينبع هواه العليل

ويهيض الشعر ويزيد المشاعر وله

تعال نقرا تفاصيل الصباح الجميل

على تردد هوى موجاته  المرسلة