تعاقد بالزاجل
عادة تأخذ المفاوضات سواء للاعبين أو المدربين داخليًّا وخارجيًّا فصولاً طويلة، تمتد لفترات أطول حتى وإن كانوا من باب (التجديد)؛ نظرًا لطبيعة التفاوض؛ فالنفس البشرية جبلت على حُب المال وتحرص على الاستزادة منه بأكبر قدر وخير مجال للاستزادة هو التعاقد في مجال الكرة؛ فالسوق مفتوح على مصراعيه دون قيود أو سقف أعلى، ولكم في المبالغ التي تدفعها الأندية الصينية في كثير من نجوم العالم حتى أحدثت ضجة هائلة عالميًّا، وكادت تفسد علاقة هؤلاء اللاعبين بأنديتهم، ومن أولئك الإسباني الجنسية البرازيلي الأصل والإنجليزي النادي (دييقو كوستا)، ولولا طموح الدون كريستيانو لذهب هناك.
محليًّا، لدينا نفس القاعدة في إطالة المفاوضات ولم يخرج صناع قرار الأندية من النطاق العالمي حتى إن كثيرًا من عشاق هذه الأندية ضاقوا ذرعًا بطولها، وعدت مثالب على المتفاوضين والمفاوضين، إلا أن هناك بوادر انفراج أزمة لهذه العقدة المزمنة بعد مبادرتين رائعتين من ناديي الأهلي والنصر.
فأهلي جدة نجح مسيروه في إخماد فتيل خلافات حادة بخصوص قضية اللاعب محمد العويس، فرغم أن اللاعب اتهم بالتفاوض معه خلال معسكر المنتخب الوطني، ورغم أنه اختفى عن الأنظار وقطع كل وسائل الاتصال والتواصل، إلا مع والدته ـ رحمها الله ـ، ورغم الصراع الكبير عليه، إلا أنه بعد دخوله فترة الستة أشهر الأخيرة المسماة بـ(الفترة الحرة) نجح الأهلاويون في التعاقد معه في ظل ثلاث وعشرين دقيقة فقط؛ وهذا لا يعني بالضرورة أن اللاعب كان في حوزة الأهلاويين، وأنهم جهزوا كل متطلباته سواء بمبالغ المقدم أو السيارة الفارهة أو صيغة العقد وجدولة المستحقات، بل يعطي دلالة أنهم أثبتوا أننا في عصر السرعة، وأنه بالإمكان التعاقد مع لاعب آخر في ظرف عشر دقائق.
في نفس السياق، نجح النصراويون في تجاوز مشكلة المدرب الخائن زوران الذي غادر غير مأسوف عليه لعين الإمارات بالتعاقد مع مدرب فرنسي مغمور في وادي دجلة، في ظرف أربع وعشرين ساعة.
وغير صحيح بأن المغادر كان على خلافات سابقة وأنه كان مغادرًا لا محالة.
باختصار كل أندية العالم دولية ومحلية تستخدم الحمام الزاجل في مكاتباتها؛ مما يجعل تعاقداتها تستمر فترة طويلة، في حين أن النصر والأهلي يستخدمان (السناب) في تفاوضهما، لا يستغرق سوى عشر ثوان فقط.
الهاء الرابعة
الذل ما هو من صفات الرياجيل
اكرب حزامك لا تراعد يدينك
حّزم ضلوعك.. والليالي مقابيل
امّا تعز الـنفس وإلا تهينك