سالم يا سلمان
أعلم أن المفاوضات تمر بمراحل معقدة وخطوات تدريجية لا يمكن الحزم بنتيجتها سوى عند التوقيع الرسمي وغالب تفاصيلها الدقيقة ومنعطفاتها تغيب عن أغلب أهل الساحة، كما أنني مقتنع بأن الجماهير الرياضية تعشق اللاعب الذي (يسارع) لتجديد عقده مع ناديه كما حدث مؤخراً مع (بريك الهلال)، أو يوقع على بياض (هذه لا يفعلها سوى العشاق وهم ندرة كما عمل ذلك الشلهوب ذات عقد).
لكن في المقابل من حق اللاعب؛ أي لاعب أن يسعى للحصول على العقد الأكبر، فعمره الكروي قصير وهو يرى في نفسه بأنه لا يقل عن عشرات اللاعبين الأجانب الذين يحضرون بمبالغ ضخمة ويغادرون وبعضهم لم يقدم شيئاً يوازي ربع ما قُدم له.
من الناحية الأخرى تحرص إدارات الأندية على تقديم العروض للاعبيها أو للاعبين مميزين في أندية أخرى وفق ميزانياتها، لكنها (ترضخ) في نهاية المطاف للزيادة سواء كانت نتيجة مماطلة أو لمزايدة من طرف آخر يحرص وكلاء اللاعبين على إدخالهم إما لغرض زيادة العرض أو الظفر باللاعب شريطة الوصول للرقم الفلكي.
حالياً في الهلال (ماراثون) طويل يهدف إلى التجديد مع الثنائي (سلمان الفرج وسالم الدوسري)، والقارئ الجيد للمفاوضات يدرك أن رفض اللاعبين التجديد قبل نهاية عقدهما بفترة طويلة يعني أنهما يرغبان في الدخول في الفترة الحرة لزيادة الضغط على الإدارة من خلال إقحام العروض الأخرى سواء من أندية داخلية أو خارجية.
أعلم أن اللاعبين يرغبان في البقاء في الهلال ويفضلانه على بقية الأندية وأنهما لن ينتقلا منه إلا إن كان العرض من الأندية الأخرى يفرق كثيراً عن عرض الهلال لكنهما في المقابل يريدان الحصول على أكبر مبلغ ممكن الحصول عليه وهذا من حقهما.
كما أنني أعلم أن الإدارة الزرقاء قدمت لهما عرضاً مميزاً ومنطقياً والزيادة عليه تعتبر هدراً مالياً غير مبرر، وهذا الأمر لا ينطبق على سالم وسلمان، بل جميع اللاعبين خاصة أبناء هذا الجيل الذين غابوا عن لقب الدوري لخمس سنوات متتالية، وفي كل موسم رياضي تأتي أرقام مشاركتهم فيه مخجلة جداً ولا توازي حجم ما يمتلكونه من قدرات عالية ولا المبالغ الضخمة التي يتقاضونها وأستثني من أولئك قلة على رأسهم أظهرة الرواقين (الزوري والشهراني والبريك).
الهاء الرابعة
ما جاعت صقور تشبعها مخالبها
ما دام الأرزاق مقسومة من الوالي
معادن الناس تكشفهـا تجاربهـا
تبـيـن رخيصهـا وتبـيـن الغالـي