(يدلك على النصر أساطيره)
لم يمر لاعب في تاريخ نادي النصر له أهمية ومكانة كاللاعب الأسطوري ماجد عبدالله، ومع ذلك تعرّض لجحود وسوء معاملة وصلت للتشكيك في ذمته وهضم حقوقه، فمع توقفه عن الركض خلف المستديرة الصغيرة تم الإعلان الرسمي بأن حفل اعتزاله سيقام بتاريخ 9ـ 9ـ 99 كاختيار موفق ورقم مميز يتناسب مع سجله الحافل بالرقم 9، لكن والاستدراك هنا يظهر حقيقة النسق الثقافي الأصفر المبني على الصراعات الداخلية الداخلية التي تتجاوز في بعض مراحلها المعقول من الاختلاف إلى الفجور في الخصومة حتى فيما بينهم.
نشبت خلافات داخلية لتضارب المصالح بشأن حفل الاعتزال وطغى التعنت وتقديم المصلحة الخاصة على روابط واتفاقيات الكيان المكتوبة أو المعروفة كمسلمات لا تقبل المساس بها.
ظلت الصراعات قائمة لعشر سنوات تقريبا ولم يقم الحفل إلا في تاريخ 20ـ5ـ2008 بمباراة ضمت نجوم الكرة السعودية ضد ريال مدريد وبعد أن غزا الشيب رأسه ومفاصله.
ولكن لم يكن الحفل إلا بوابة جديدة من بوابات الصراع الأصفر التي لا تنتهي، فقد خرج اللاعب من (المولد بلا حمص) ولم يستفد منه ماليا فاشتكى وطالب بحقوقه المقدرة بخمسة ملايين ريال وحتى الآن لا أعلم هل حصل عليها أم لا ؟ وهل عليه أن يصبر عشر سنوات أخرى حتى تفرج الأزمة المصطنعة؟
هذا نموذج لما يفعل هذا النادي بأهم لاعب في تاريخه فما بالكم بالآخرين ولعل آخرهم وليس أخيرهم الفتى الشقي حسين عبدالغني.
ففي الوقت الذي كان يخرج عن النص ويسيء للمنافسين والمنافسات كان الحصن الدفاعي الأصفر معه حتى وإن كان دفاعهم تأييدا للخطأ وتكريسا للظلم، ولكن حدث في الحصن ما حدث وتغيّرت البوصلة بطريقة (للخلف در) وانقلبت الحيلة على المحتال وتمت محاربة النجم الأسطوري الجديد بطريقة غريبة في ثقافات أندية أخرى لكنها في الثقافة الصفراء هي الديدن والدانة والمحار، وبدلا من حضور المنطق وطريقة الاحتواء والتدرج في حل المشكلة تركت هائمة تتفاقم ككرة ثلج حتى نزلت بسرعة متناهية واصطدمت بعمود ثابت من الكيان واقتلعته.
هاهو اللاعب يغادر مكرها أخاك لا بطل بمسوّغ غير مقنع (إجازة إلى نهاية العام) بعد خلافات صوّرت على أنها بين (اللاعب والمدرب) والحقيقة أنها بين (الرئيس والنائب) والطرفان الأولان هما فارسا المبارزة قبل بدء المعركة الطاحنة.
هكذا هو المشهد الدرامي لمن يدرك ويسبر أغوار هذا النادي، ويقيني أن لا حراك حتى تتفاقم كرة ثلج أخرى أكبر كتلة وأشد سرعة وتسارع، حينها أتوقع أن يكون فيه (شرخ) غائر من الصعب ترميمه وهو لا يشبه شرخ (ملعب بريدة).
الهاء الرابعة
الروس تعصب والنشاما تحتزم
والـعز يبغــي له رجــالٍ كـايـده
ومن لا يسوق النفس ويشد العزم
حتى لعمره مـا يجـيــب الـفايـده