(توثيق الحمقى)
كل الساحة الرياضية بقضها وقضيضها تعلم علم اليقين بأن الهلال هو زعيم الأندية السعودية من حيث عدد البطولات ويليه الاتحاد ثم الأهلي.
وكل العقلاء يعلمون علم اليقين أن توثيق البطولات وتنظيمها ونقدها ورصدها خطوة مهمة فيها حفظ الماضي وتطوير الحاضر والمستقبل.
وكل العقلاء يعلمون علم اليقين بأن الجهة الرسمية هي (الوحيدة) المعنية بتوثيق البطولات وأنه من الغباء أن توكل هذه المهمة للأندية فهذا مخالف للمنطق والعقل وما يريده المتأزمون بترك الأندية توثق لنفسها هو مشابه بأن يرفض فريق معيّن حكام الجهة الرسمية ويرغب بإحضار حكامه الخاصين معه في كل مبارياته بحجة أنهم سيعطونهم حقوقهم بغض النظر عن حقوق بقية المنافسين، بل إنه أشبه بأن يقوم قاض ما في الفصل في قضية يتنازع فيها هو شخصياً مع خصم آخر.
ما حدث قبل وبعد إقامة لجنة توثيق البطولات مؤتمرها الرسمي يكشف بجلاء أن هناك (حمقى) يرون في حماقتهم قمة الذكاء، فمنهم من انتقد أعضاء اللجنة بحجة صغر عمرهم وأنهم لم يعاصروا حقبة البدايات وللرد على هذا الغباء أكثر من طريقة فكروياً كلامهم يشبه من يقول (كيف للويس إنريكي أن يدرب ميسي) وهناك طريقة علمية مختصرها أن كل كتب التاريخ كتبها مؤرخون لم يعيشوا في أزمنة ذلك التاريخ، فكتاب (تاريخ بن كثير) وهو من أفضل وأشهر الكتب في التاريخ الإسلامي منذ بداية عهد النبوة رغم أنه ولد عام (701) ويفصل بين ولادته والأحداث التي كتب عنها أكثر من سبع مئة سنة، وهذا للمثال فقط فكل كتب التاريخ لم يكتبها معاصرون.
ثم بالله عليكم كيف يستطيع شخص الآن الكتابة عن سيدنا آدم؟ وكيف للمشايخ والوعاظ والعلماء الحديث عن الزمن الماضي بحجة أنهم لم يعاصروا ذاك الزمن؟
ثم إن المتأزمين يريدونها (فوضى)، فالبطولة التنشيطية السداسية والتي شارك فيها فريق بتشكيلتين يريدونها رسمية، علما بأن فريقاً فاز والآخر هزم، فهل نقول إنه حقق البطولة أو خسرها وهم يريدون أن يعتمدوا فريقاً من (الرياض) بطلاً لـ(الشرقية) وهم لا يمانعون أن يفوز فريقان أو أكثر بلقب دوري واحد وهم يصنفون الأدوار التصنيفية بأنه (بطل) فهل يمكن أن نعتبر منتخب البحرين للشباب بأنه بطل كأس آسيا لأنه تصدر مجموعته علما بأنه خرج من دور الثمانية؟
هم يريدونها (عبثاً) مبنياً على أهواء وميول، وأن تبقى البطولات جدلية لا تنتهي ومتنفساً لهم وإحباطاً لمن عمل واجتهد وحقق البطولات ودفع ثمنها باهظاً.
الهاء الرابعة
على كفوف المرجلة والعزايم
تمشي خطانا والبواقي توافيق
وإذا صغرنا في عيون الهلايم
نبقى كبار في عيون المطاليق