2016-08-22 | 03:19 مقالات

(البادي أظلم)

مشاركة الخبر      

كنت طفلاً صغيراً في زمن الطيبين وكان التلفزيون لا ينقل سوى مباراة واحدة أو اثنتين في الأسبوع وكانت وسائل الإعلام والتواصل ليست كحالها اليوم فلا يوجد سوى (الهاتف الثابت) وفي عصر يوم من الأيام جلست أشاهد مباراة منقولة والهلال يخوض لقاء في حائل في التوقيت نفسه لكن مباراته لم تكن منقولة لعل وعسى أن يأتي معلق المباراة بنتيجتها وبعد نهاية المباراة مباشرة خرج أحدهم في لقاء مباشر وهاجم الحكم وأنه ساهم في تعثر فريقه مقابل أن حكم مباراة الهلال والطائي احتسب ضربة جزاء غير صحيحة للفريق الأزرق فرحت بتصريحه لأنني علمت بفوز من ملك شغاف قلبي لكنني استغربت كيف عرف؟ فالمباراتان في التوقيت نفسه وهو طوال المباراة مع طاقم الفريق على (البنش) ولا توجد وسائل اتصال وعندما كبرت أيقنت بأنها كانت وسيلة حرب فكرية على الزعيم تهدف إلى تشويهه من جهة ولذر الرماد في العيون وصرف الأنظار عن التجاوزات التي تحدث لفرقهم والاستثناءات التاريخية.

وللتاريخ فقد نجحوا في ذلك نجاحاً باهراً ساعدهم في ذلك (سياسة الحكمة) التي كان يتبعها رجال الهلال وقادته مراعاة للتنافس الشريف وعدم الرغبة في التأجيج وخلق نزاعات بين الجماهير لكن سياستهم العقلانية أضرت بفريقهم كثيراً بدليل أن المنافسين إلى الآن يرددون (يد النزهان) علماً بأن الهلال سبق أن خسر نهائي أمام الاتحاد بالنتيجة نفسها وقد أبعد لاعب الاتحاد وأظن اسمه (سعد بريك) الكرة بيده داخل الصندوق بل إن الاتحاد نفسه سبق أن خسر نهائي في الملعب نفسه وبالنتيجة نفسها أمام النصر وكان هدف الفوز جاء بعد أن (ثبّت) حسين هادي الكرة بيده وسجل هدف اللقب والغريب أنه قبل لقاء الهلال والاتحاد القضية بأسبوع خسر العميد نهائي من الأهلي وبهدف ذهبي جاء من ضربة جزاء غير صحيحة لطلال المشعل.

الحرب التاريخية على الهلال بتضخيم الأخطاء التحكيمية التي يستفيد منها وتجاهل ما يتعرض له من أخطاء أثرت حتى على بعض جماهيره فبات بعضهم يتمنى أن يخسر الهلال بأخطاء حكام لعل الضغط يخف عليهم وعلى فريقهم ظنا بأن الحرب تلك طبيعية وأن من يقف خلفها سيقول الحق ويقر بظلم فريقهم.

الغريب أن النصراويين تحديداً كانوا يهاجمون الحكام رغم أن أغلبهم ذوو ميول صفراء بل وأغلب من رأس لجان الحكام وقد أبعد كثير من اللجان برغبات نصراوية معلنة الآن وبعد سنوات طويلة وبعد ظهور وسائل التواصل فاق الهلاليون وبالذات الجماهير من سبات السنين وسعوا بطرق مبتكرة لكشف زيف الادعاءات وأظهروا لمن يبحث عن الحقيقة الحقيقة المجردة ولم يحتاجوا إلى زمن طويل والجميع شاهد كوارث (يد دلهوم) وضربة الجزاء التي احتسبت ولا يوجد ولا لاعب في الصندوق وهي من أغرب اللقطات في تاريخ الكرة.

الغريب أنهم الآن أصبحوا يشتكون من ذلك ويصنفون الهلاليين بأنهم يسعون للتأجيج لأنهم ردوا بضاعتهم إليهم وهذه هي الطريقة المثلى فخير وسيلة للدفاع الهجوم و(البادي أظلم).

الهاء الرابعة

لا تشتكي للعرب وتقول ماني حظيظ

اقنع لو الثوب عاري والقدم حافيّه

كم واحد يخدمه حظه.. لكنه مريض

وده يبيع الحظوظ ويشتري العافيه