(يا من شرا حيلي بلاش)
في وسطنا الرياضي تقديم النوايا الطيبة أصبح مثل الغول والعنقاء والخل الوفي وغالباً ما تفسر الأفعال والأقوال بتفسيرات خاصة بالمفسر هدفها الرئيس إبعاد المعنى الحقيقي لهذه الأفعال والأقوال.
من ذلك العجز التام عن محاربة فساد اللاعبين والوقوف ضد تجاوزاتهم فحين يتجاوز لاعب ما وأحياناً يكون التجاوز بفعل محرم شرعاً (أحياناً الذنب من السبع الموبقات) ينقسم الوسط لفريقين أحدهما يدافع عن اللاعب حتى وإن كان متعاطياً للمخدرات ومثبتاً تعاطيه رسمياً وفريق آخر يهاجمه وكلا الفريقين مردهما الأول بين المهاجمة والدفاع والميول.
لكن حينما يأتي طرف ثالث يسعى لتنوير الوسط عن خطورة هتك القيم والمبادئ يفسر فعله هذا بأنه من أجل أن اللاعب ليس من فريقه المفضل وحين يكون اللاعب من فريقه المفضل يبحثون عن تفسير آخر فقط لا يريدون أن يعترفوا بأن هناك في حياتنا مسلمات المساس بها خط أحمر كالدين والوطن والقيم والمبادئ.
ظاهرة (تعاطي اللاعبين) وتجاوزاتهم الأخلاقية يجب الوقوف ضدها بحزم وعزم دون النظر للمتعاطي والمتجاوز فإن هاجمنا النجم الكبير خاف اللاعب الناشئ وإن تساهلنا معه ودافعنا عنه (انفرطت السبحة) وانتشر الوباء.
أولى طرق المواجهة والتصدي هي الاعتراف بوجود هذه التجاوزات وأنها منتشرة بين كثير من اللاعبين في جميع الأندية كبيرها وصغيرها وإن كنا سنقلل من أهميتها وأنها حالات نادرة لا يقاس عليها فإننا بذلك نظلم أنفسنا ونصبح مثل من يدفن رأسه في التراب بحثاً عن الماء والماء أمام ناظريه.
في كثير من المجالس الرياضية والأحاديث الجانبية يعترف بوجودها ولكن حينما يتعلق الأمر بالمكاشفة نتوقف.
للأسف الشديد هناك لاعبون كثر منحهم الله الموهبة والشباب والصحة والشهرة والمال لكنهم لم يقدروا تلك النعم وبدلاً من شكرها بالمحافظة عليها كفروا بها فباتوا مطمعاً للأنفس الأمارة بالسوء الضعيفة أمام الشهوات والمغريات أو لجهات وقحة تسعى للبحث عن أموال هؤلاء اللاعبين بتسليط (حبائل الشيطان) عليهم والمصيبة العظمى أن مثل هذه التجاوزات كانت تدار في الخفاء ونظراً لتساهلنا أصبحت الآن على العلن وليس أقبح من ارتكاب المعصية إلا المجاهرة بها فبات بعضهم يخرج للناس بشكل غير طبيعي والبعض الآخر يصورون السهرات الماجنة القائمة على المعاصي والذنوب.
حينما يأتي اللاعبون للمعسكرات أو يخرجون للناس بملابس مزركشة غريبة الألوان والخامات والأشكال وبقصات شعر مقززة وحينما يصبحون عرضة للإصابات خصوصاً الخطيرة منها المتعلقة بالأربطة والمفاصل وحينما يسقطون لياقياً خصوصاً حينما يواجهون الخصوم الخارجيين فاعلموا أن خلفها (سهراً ومجوناً وخموراً ومخدرات) فحاربوهم قبل أن تصبح الساحة كلها (مدمنة).
الهاء الرابعة
هِـيَ الأَخْـلاقُ تَنْبُـتُ كَالنَّبَـاتِ
إِذَا سُـقِيَـتْ بِمَـاءِ المَكْـرُمَـاتِ
فَكَيْـفَ تَظُـنُّ بِـالأَبْنَـاءِ خَيْـراً
إِذَا نَشَـأُوا بِحُضْـنِ السَّـافِـلاتِ